يؤكد الخبراء على أهمية فصل منام الطفل وأنه تطور طبيعي في حياته، وهو نوع من الفطام النفسي له وأحد الخطوات المهمة في بداية إحساسه بذاته واستقلاليته، فشعور الطفل بانتمائه إلى غرفته بحيث يصبح له عالمه الخالص الذي يتحرك داخله ويبتعد عنه ثم يعود إليه.. كل ذلك يزيد من شعوره بالثقة والخصوصية ويزيد من قدرته في الاعتماد على نفسه.
ولكي تتم عملية فصل منام الطفل بشكل ناجح، ولا تترك أثرًا سلبيًّا على نفسية الطفل لا بد أن يكون ذلك عبر خطوات ومراحل..
1 - البداية متى وكيف؟:
ابدئي مع طفلك من سن 6 أشهر بفصله في سرير منفصل خاص به داخل غرفتك؛ لتتمكني من تلبية احتياجاته طوال الليل، فإذا احتاج طفلك للرضاعة أرضعيه وهدهديه بجوارك حتى يعود للنوم، ثم انقليه إلى سريره مرة أخرى، ويمكنك في هذه الفترة البدء في تقليل عدد مرات الرضاعة الليلية واستبدال مشروبات كالأعشاب وبعض الوجبات الخفيفة بها تدريجيًّا، ولكن تذكري أن طفلك لا يمكنه الامتناع عن الرضاعة أكثر من 7 ساعات، وهذه المرحلة قد تبدأ من 6 أشهر إلى سنة ونصف أو سنتين، ولا تنسي الاختلافات الفردية بين الأطفال.
2 - هيئي طفلك:
مع نمو طفلك ستقل تدريجيًّا مرات استيقاظه ليلاً، وبالتالي يمكنك الانتقال إلى المرحلة الثانية والتي قد تبدأ بدورها من سن سنة ونصف إلى سنتين، وفيها يمكنك أن تعودي طفلك على النوم في غرفته من ساعة لساعتين نهارًا، وقد يبكي إذا استيقظ ووجد نفسه وحيدًا فهدئي من روعه، ولكن لا تظهري له التأثر حتى لا تزيدي من خوفه، وقد تمتد هذه المرحلة إلى 6 أشهر.
3 - اجعلي من طفلك مشاركًا فعالاً في حياته:
قبل انتقال طفلك إلى غرفته أشركيه في اختيار أثاثها وتصميمها وألوان الطلاء، والرسوم والديكور، واللعب والدمى الخاصة به، وبادليه الرأي في طريقة ترتيب أغراضه، وليكن بينكما حوار حول أهمية الانتقال إلى غرفته الجميلة التي شارك في إعدادها، كل هذا سيساعد على تشكيل نموه النفسي والاجتماعي ويجعله أكثر استقلالية في الحياة.
4 - استخدمي التعزيز الإيجابي:
ومع بداية انتقال طفلك إلى غرفته الجديدة استخدمي التشجيع والتحفيز، ولتكن أول ليلة يقضيها في غرفته ليلة مميزة؛ فتخبري كافة أفراد العائلة أن ولدك الحبيب أصبح ولدًا كبيرًا وسينام الليلة في غرفته مثل الأولاد الكبار، ويمكنك قضاء أول ليلة أنت ووالده معه في غرفته تقصان له حكاية وتغنيان له أغنية، وفي الصباح احتفلي به وكافئيه بهدية إذا قضى الليل بدون بكاء.
5 - طقوس ما قبل النوم:
حافظي على وجود طقوس ثابتة تمارسينها مع طفلك كل يوم تبدئين فيها قبل موعد النوم بساعة على الأقل يقوم فيها بغسل أسنانه وتجهيز فراشه، ثم تصحبينه إلى سريره فتحكي له قصة أو تغني له أغنية، وتقرءا سويًّا آية الكرسي ودعاء النوم، وخصصي له دمية يختارها ليحتضنها وهو نائم، ثم ضعي إلى جواره زجاجة ماء، وقد تضطرين في الأيام الأولى لقضاء جزء من الليل إلى جواره حتى يستغرق في نومه تمامًا؛ لتقل عدد الساعات هذه بشكل تدريجي، وعند مغادرتك اتركي بابا غرفتك وغرفته مفتوحين، مع توفير إضاءة مناسبة حتى لا يصاب طفلك بالفزع إذا استيقظ ليلاً.
6 - النظام أساس كل نجاح:
ولتتمكني من الوصول إلى أفضل نتيجة عليك بوضع نظام ثابت يوفر لكِ ولطفلك الراحة ويشارك الأب في وضعه وتنفيذه؛ فتحددا موعدًا للنوم بالاتفاق مع طفلك على أن تتدرجي معه في التنفيذ لتصلا إلى هذا الموعد، وحاولي إيقاظه في الصباح مبكرًا ليسهل عليه النوم ليلاً، ولا يفوتك ضرورة تطبيق هذا النظام بحزم وتصميم، وسيساعدك على ذلك أن تملئي يوم طفلك بممارسة الأنشطة والألعاب المختلفة التي يخرج فيها طاقته.
7 - احتياج الحب والحنان:
ولا تنسي في كل هذا أن طفلك في الفترة العمرية من 18 إلى 28 شهرًا يمر بمرحلة من النمو يسهل فيها الشعور بالوحدة، وقد تزيد هذه المشاعر إلى حد الشعور بالضعف أثناء فصل منامه، مما قد يصيبه بما يسمى "قلق الانفصال"؛ فمتى احتاج طفلك للنوم في حضن والديه لقلق انتابه أو مشهد مخيف رآه فله كل الحق، ومن الخطأ إشعاره بأن هذا الحضن حرم عليه مهما كانت الظروف.