¨°o.O (منتديات جنة الأخوه النسائيه) O.o°¨
سلامة الصدر 02
سلامة الصدر 0153السلام عليكم اختي الزائره سلامة الصدر 0153
نرحب بكي في منتدانا وندعوكي للدخول او التسجيل اذا كنتي لستي عضوه
منتدانا متنوع فيه الكثير من المواضيع التي تهمك والبرامج الرائعه
والعاب الفلاش وألذ المأكولات والكثير الكثير

سلامة الصدر 0154
¨°o.O (منتديات جنة الأخوه النسائيه) O.o°¨
سلامة الصدر 02
سلامة الصدر 0153السلام عليكم اختي الزائره سلامة الصدر 0153
نرحب بكي في منتدانا وندعوكي للدخول او التسجيل اذا كنتي لستي عضوه
منتدانا متنوع فيه الكثير من المواضيع التي تهمك والبرامج الرائعه
والعاب الفلاش وألذ المأكولات والكثير الكثير

سلامة الصدر 0154
¨°o.O (منتديات جنة الأخوه النسائيه) O.o°¨
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

¨°o.O (منتديات جنة الأخوه النسائيه) O.o°¨


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سلامة الصدر

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رند
رتبة الاشراف
رتبة الاشراف
رند


الاوسمه : سلامة الصدر 01210
عدد المشاركات : 4066
رقم العضويه : 35
نشاط العضوه :
سلامة الصدر Left_bar_bleue100 / 100100 / 100سلامة الصدر Right_bar_bleue

دعاء : سلامة الصدر 6861--10
الشكر : 7
نقاط : 1780

سلامة الصدر Empty
مُساهمةموضوع: سلامة الصدر   سلامة الصدر Emptyالأربعاء أكتوبر 01 2008, 14:43

بين يدي هذا السلوك عدة أسئلة



هل سلامة الصدر تقوم على حسن الظن ؟

ما قصة سلامة الصدر وكيف نشأت آفاتها ؟

لماذا وصفها الإمام البنا بأنها الحد الأدني للأخوة ؟

هل سلامة الصدر عمل قلبي أم مظهر عملى ؟

ما الآفة الكبري لسلامة الصدر وكيفية تلافيها ؟

ما مظاهر سلامة الصدر لدى المسلم ؟

ما ثمار سلامة الصدر التى يحققها المسلم ؟

ونحاول معاً بإذن الله الإجابة على هذه الأسئلة والله المستعان .



أصل سلامة الصدر



يقول النابغة :

حلفت يمينا غير ذي ثينوية ولا علم إلا حسن ظن بصاحبِ

و( إلا ) بمعني ( لكن ) , كما في قوله تعالى :[ وما لهم به من علم إلا اتباع الظن ] النساء / 157 .

وفي قوله تعالى : [ إن هم إلا يظنون ] البقرة / 78 , بمعنى يكذبون .

وحول معاني الظن يقول القرطبي : ( الظن علم وشك وكذب ) وتفصيل ذلك كالتالي :



علم : يكون علم إذا كانت براهين العلم أكثر من براهين الشك فالظن يقين

شك : إذا تساوت براهين اليقين وبراهين الشك فالظن شك

كذب : إذا زادت براهين الشك على براهين اليقين فالظن كذب



2 - نشأة الظن



بدأ عند اليهود في قوله تعالى : [ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ] البقرة / 79 .



وهذه هي الخطوات المتبعة :

لما درس الأمر فيهم , وساءت رغبة علمائهم , وأقبلوا على الدنيا , حرصاً و طمعاً , فطلبوا أشياء تصرف وجوه الناس إليهم , فأحدثوا ...

فأحدثوا في شريعتهم وبدلوها وألحقوا ذلك بالتوراة , وقالوا : هذا من عند الله .

وذلك ليقبلها الناس وتتأكد رياستهم , وينالوا به أهدافهم , من حطام الدنيا وأوساخها واتبعوا في سبيل ذلك عدة أساليب : في قوله تعالى : [ ليس علينا في الأميين سبيل ] آل عمران /075

وهم العرب , أي ما أخذنا من أموالهم , فهو حل لنا .



في قوله تعالى : [ وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم ] المائدة / 18 ، أي لا يضرنا ذنب فنحن أحباء الله وأبناؤه .

في قوله تعالى : [ وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل اتخذتم عند الله عهداً ] البقرة / 80 ، وذلك في قولهم : لن يعذبنا الله وإن عذبنا فأربعين يوما فقط , وهذا كله من الظن الكاذب بالله تعالى , والظن الكاذب أيضا بالناس .



3 - لماذا وصفها الإمام البنا بالحد الأدنى ؟



الشجرة المرة إن طلبتها عسلاً لم تثمر إلا مراً , والماء الساخن إن أمسكت عنه عاد بارداً ، وعليه قالوا : ( ذهاب العلة رجوع إلي الأصل ) وحينما تحدت الإمام البنا عن الأخوة , قال : ( أدناها سلامة الصدر وأعلاها الايثار ) وليس معنى ( أدناها ) تهميش أو تصغير أو تقليل من أهمية سلامة الصدر ، بل هى تعظيم وإكباء وإجلال لأهمية سلامة الصدر ، فمن فقدها فقد كل شيء , لأنه عاد إلى القبح ووقع في المحظور ، ومن حظى بها استطاع أن يقطع أول مرحلة في طريق المحبة والأخوة , فهي التى تفتح النجاح في السير .



وعليه فالحد الأدنى هنا من أخطر المراحل في درب الأخوة , حيث لن يصل إلى الإيثار إلا به أولا ، ومن فقده وقع في الانتقاص والتراجع والانهزام .



هل سلامة الصدرعمل قلبي أم مظهر عملى ؟



الاثنان معا فهى في أصلها عمل قلبى لا يتحقق إلا في صورة عملية , وحركة للفرد في التعبير عن صفاته ومشاعره ونقائه وما في قلبه .



يقول تعالى : [ وقولوا للناس حسناً ] وقد ربط أبو العالية في تفسير هذه الآية بين القول والعمل فقال : [ قولوا لهم الطيب من القول وجازوهم بأحسن ما تحبون أن تجازوا به ]



والقرطبي : ( ينبغي للإنسان أن يكون قوله ليناً ووجهه منبسطاً طلقاً مع البر والفاجر )



لقوله تعالى : [ فقولا له قولاً ليناً ] طه / 44 .



فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون والفاجر ليس بأخبث من فرعون .



يقول طلحه بن عمر قلت لعطاء : إنك رجل يجتمع عليك ناس ذو أهواء مختلفة , وأنا رجل فيّ حدة , وأقول لهم القول الغليظ ، قال : لا تفعل ! يقول تعالى :



[ وقولوا للناس حسناً] البقرة / 83 ، فدخل في ( الناس ) اليهود والنصارى فكيف بالمسلم ؟.



ويقول تعالى : [ وقل لعبادي يقولوا التي هى أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً ] الإسراء / 53 .



وفيها أمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يقولوا في مخاطبتهم ومحاوراتهم الكلام الأحسن والكلمة الطيبة ، فإن لم يفعلوا ذلك نزع الله بينهم وأخرج الكلام إلى الفعال , ووقع الأمر والمخاصمة والمقاتلة .



يقول صلى الله عليه وسلم : " وما تولا رجلان في الله ففرق بينهما إلا حدث يحدثه أحدهما ، والمحدث شر والمحدث شر والمحدث شر " .



ويفهم اللييب كذلك أن المطالبة بسلامة الصدر تكون أولا في تحقيقها بالنفس , ثم مطالبة الغير بها ، ولهذا يصبح قدوة وأسوة , وإلا دخل في عداد الذين يقولون ولا يفعلون ، وهكذا كان النبى صلى الله عليه وسلم : حينما وقف مع زوجته صفية بليل , ومر رجلان , فنادى عليهما قائلا : هذه زوجتي صفية فقال الرجلان : أفيك يا رسول الله ؟!!



فأوضح النبي صلى الله عليه وسلم السبب في أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم !! فالمهمة الأساسية أن تسد منافذ الشيطان , لدى الآخرين , فتسلم صدورهم , كما تسد عنك منافذ الشيطان , أو ما يخدش سلامة الصدر.



هذا ما كان يحبه النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول لأصحابه مانعاً أن يحدثه أحدٌ عن أحد : إنى أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر .



قلبي إلي ما ضرني داعي يكثر أحزاني وأوجاعي



كيف احتراسي من عدوي إذا كان عدوي بين أضلاعي



أفة سلامة الصدر الكبرى

إنها النفس هى العقبة الكبرى دون سلامة الصدر , من اجتارها امتلك سلامة الصدر , ومن خسرها خسر كل شيء .



ولذلك يقول تعالى : [ وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ] البقرة / 110 .



وفي الحديث " إن العبد إذا مات قال الناس ما خلّف , وقالت الملائكة ما قدّم "

وجاء عن عمر بن الخطاب أنه مر ببقيع الغرقد فقال :

السلام عليكم أهل القبور

أخبار ما عندنا

أن نساءكم قد تزوجن

ودوركم قد سكنت

وأموالكم قد قسمت

فأجابه هاتف : يا ابن الخطاب , أخبار ما عندنا :

أن ما قدمناه وجدناه

وما أنفقناه فقد ربحناه

وما خلفناه فقد خسرناه



قدم لنفسك قبل موتك صالحاً واعمل فليس إلى الخلود سبيل

ويقول آخر :

ولدتك إذ ولدتك أمك باكيا والقوم حولك يضحكون سروراً

فأعمل ليوم تكون فيه إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رند
رتبة الاشراف
رتبة الاشراف
رند


الاوسمه : سلامة الصدر 01210
عدد المشاركات : 4066
رقم العضويه : 35
نشاط العضوه :
سلامة الصدر Left_bar_bleue100 / 100100 / 100سلامة الصدر Right_bar_bleue

دعاء : سلامة الصدر 6861--10
الشكر : 7
نقاط : 1780

سلامة الصدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلامة الصدر   سلامة الصدر Emptyالأربعاء أكتوبر 01 2008, 14:44

الحلقة الثانية
مظاهر سلامة الصدر




لسلامة الصدر مظاهر كثيرة عملية يضمن بها الإنسان أحلى حياة في الوجود كله ، وبالممارسة تدوم الممارسة , ومن أراد المواصلة فعليه بالتواصل ، ولذلك من أحكم ما قيل في تحقيق سلامة الصدر : ( من ثواب سلامة الصدر أن ترزق سلامة الصدر بعده ) ، وبهذا يحقق الإنسان الصالح تمكنه من سلامة الصدر .



وهذه جولة مع مظاهره العملية :



حسن القصد :



فالقلوب تتجة إلى غاية واحدة ، ومقصود واحد ، فلا يرى مشقة في التحقيق أو طولاً في الطريق ، وكما قيل ( والمحب لا يرى طول الطريق لأن المقصود بعينه ) وقد ازاد ذو البجادين اللحاق بالنبى صلى الله عليه وسلم بعد أن جرده قومه مما يملك حتى نزعوا ملابسه ، وهو في الطريق يتجه مع المجاهدين على أمل لقاء النبى صلى الله عليه وسلم فيموت شهيداً ، وقد نزل النبى صلى الله عليه وسلم يمهد لحده , وهو يقول : " اللهم إني أمسيت عنه راضياً فارض عنه " ويقول عندها ابن مسعود : يا ليتنى كنت صاحب القبر .



التنافس في الخيرات :



ومن مظاهر سلامة الصدر التنافس في الخيرات والسباق في الطاعات ، وليس الصراع على زائل ، أو الغيرة على حقير ، فكما قيل : ( من نافسك في الآخرة فنافسه ومن نافسك في الدنيا فألقها في وجهه ) وفي وسط الغبار الكل في سباق ، ولكن العبرة فيمن سبق :



سوف ترى إذا انجلى الغبار أفرسٌ تحتك أم حمار



حبس القلب واللسان والحركة :



ومن مظاهر سلامة الصدر أن تحبس قلبك ولسانك وجوارحك كلما هفت نحو أخيك هفوة ، فلا تفارق هذا الحبس الحميد حتى تلقى ربك , فيخلصك من الحبس ، يقول ابن القيم : ( فالخارج من الدنيا إما متخلص من الحبس وإما ذاهبٌ إلى الحبس ) .



المكاشفة وعدم الشكوى :



وبذلك ينقشع الغمام وهو ضئيل ، ولا يتسع الجرح وهو صغير ، والمكاشفة هى أقصر الطرق إلى الحلول ، وعدم الشكوى هى التضييق على الثغرات والمتربصين ، فإن استعانة المخلوق بالمخلوق مثل استعانة المسجون بالمسجون ، وقيل لأحدهم لما شكى : أتشكو الرحيم إلى الذى لا يرحم ؟! وحكمة هارون الرشيد في ذلك : ( داوِ جرحك لا يتسع ) .



التغافل والتغاضي :



تسع أعشار المعاشرة في التغاضي ، وسلامة الصدر في التغافل ، وهذا الرجل الصالح الذي سمع ما يكره فقال : ( من لك بأخيك كله ) ، وعندما سئل أحدهم عن سر نجاحه في المعاشرة سنوات عديدة قال : ( كنت مع الناس على نفسي ) .



وليس الأمر يحتاج الى أحكام سابقة على الناس قبل معاشرتهم ، وإنما المعاشرة كما يقولون : آنية لحظتها ، ( وقيمة كل امرىء ما يحسن ) كما قال على بن أبى طالب ، فتذكر ما يحسن وانس منه ما تكره .



الناس ليسوا على وتيرة واحدة :

وليسوا على مقياس واحد ، والقلوب تتقلب ، ولها في الناس شئون ، يقول أبو العتاهية



وللقلب على القلب دليل حين تلقاه



وللناس من الناس مقاييس وأشباه



الرد على الإساءة بالخير :



من مظاهر سلامة الصدر ألا يجد إساءة في نفسه لأحد ، فإن شتمه أحد أو سابه أو ذكره بما يكره ، لا يرد على الإساءة بالإساءة لخلو صدره من ذلك ، لقد شتم رجل الشعبى فقال : إن كنت صادقاً غفر الله لك ، وإن كنت كاذباً غفر الله لى .



ويقول الأحنف : من لم يصبر على كلمة سمع كلمات , وسلامة الصدر تختصر الطرق ، وتضيق الدوائر ، وتزيل الشرور ، بل إنه ينظر إلى جانب آخر قد لا يراه أحد :



لئن ساءني أن نلتني بإساءة لقد سرني أنى خطرت ببالك



وبذلك تسد الطرق أمام الأقاويل التى تتسع بقائليها وناقليها هداهم الله ، وعندها يعرف اللبيب الحاذق ، يقول الحارث بن عباد : ( تناقل الأقاويل يعرف به اللب ) .



وقد عاتب مصعب بن الزبير الأحنف في شيء فأنكره , فقال : أخبرني الثقة , قال : كلا إن الثقة لا يبلغ .



دع الضمائر :



ومن مظاهر سلامة الصدر عدم التفتيش عما في ضمائر الناس أو الخوص في نياتهم ، أو الدخول في دوافعهم أو السياحة في نياتهم ، وإنما التعامل مع ظاهرهم :



لا أسأل الناس عما في ضمائرهم ما في ضميري لهم من ذاك يكفيني



دع الضمائر ويكفيك ما في ضميرك ، تتعهده بالصلاح وتعاهده على الإصلاح ، وإلا خسرت كل صديق :



ومن يتتبع جاهداً كل عثرة يجدها ولا يبقي له الدهر صديق



وأن تعاملهم بما في ضميرك من حب خالص تجد كل سعادة لك وهناء ، يقول ضمير أحدهم : أرى ببقائك بقاء سرورى ، وبدوام النعمة عندك دوامها عندي ، وما تأكله أشعر بحلاوته في حلقي .



الأحباب أحرار :



لا تفزع من العنوان ! فالحب ليس بالإكراه ، ولا إكره في الحب ، ومن أراد أن يجبر الناس على حبه فشل , وإن تعددت وسائله ، إن كان لا يحبهم فكيف يرزق حبهم ؟! فالحب رزق من الذي يسمع الضمائر ويري الحركات .



الله يعلم أنا لا نحبكم ولا نلومكم إن لم تحبونا



فمن سلامة الصدر ألا نعتب على من لا يحبنا , إن كانت قلوبنا تكرههم ، ولهذا قيل لأحد الباحثين عن حب الناس وهو عاجز عن ذلك : يا هذا ضع يدك على صدرك وانظر كيف تجدنى عندك ، لأجدك عندى .



لقد مر عمر بن الخطاب بأبى مريم , قاتل زيد بن الخطاب , فقال له عمر : والله لا يحبك قلبى أبداً ! فقال : يا أمير المؤمنين فهل يمنعني لذلك حقاً؟



قال : لا , قال : فحسبى .



فالأحباب أحرار بلا لوم أو إجبار ، وليس معنى ذلك أن تضيع الحقوق بين الناس .



المبادرة في قضاء الحوائج :

ومن مظاهر سلامة الصدر ، المبادرة لقضاء جوائج الناس ، وخدمتهم دون مصلحة أو سبب ، لأن حبهم لله تعالى وليس لمصلحة أو منفعة ، فيميل حيث العاطفة ، ويتجه بالخدمة حيث يتجه الحب ، لأن عينه على الخدمة ، منطلقا من نبع صافي :



من ظن خيراً جاد مبتدئا والبخل من سوء ظن المرء بالله



وما أحسن ما وصف به أبو عقيل أحد كرماء عصره , فقال : ( حاجته إلى قضاء الحاجة أشد من حاجة صاحب الحاجة ) .



الحلقة الثالثة
ثمار سلامة الصدور




وكما يتجول الإنسان في هذه البساتين الفيحاء ، لينعم بعطرها ، ويسعد بجمالها ، فإنه يقطف منها ثمارً يانعة تكون له غذاء وزاداً ، تقويه وتدفعه إلى المزيد ، ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) ، وهى ثمار تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع والناس جميعا.



وهذا فيض من ثمار لا تعد ولا تحصي !!



ضمان السير في الطريق :



طريق الايمان وطريق معرفة الله وطريق الدعوة وطريق اتقوى ، كل ذلك هو الصراط المستقيم :[ وأن هذا صراطي مستقيما , فاتبعوه ولا تتبعوا السبل , فتفرق بكم عن سبيله ]الأنعام / 153 .



فمن أراد السيرفي سبيل الله ، ومن أراد أن يكون من المفلحين ، فليس له إلا سلامة الصدر , فهى بذرة هذه الثمرة : ( أن يضمن السير في طريق الله ) , قيل للحسن : سبقنا القوم ؟!! قال : إن كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم .



المهم أن تضمن السير على الطريق ، ولا تنزعج في أى مرحلة كنت فكما قيل : كن في آواخر الركب ونم إن نمت على الطريق .

حينما سئل ذكوان عن الحسن بن على أمام معاوية في غيبته , قال :



فيم الكلام لسابقٍ في غاية والناس بين مقصِّر ومبلِّدِ



المعيار هو الدين :



وليس لهوى أو مطمع أو مصلحة ، فالميزان هو الدين ، والمعيار هو الإسلام ، في فهمه والعمل به والتمسك بمبادئه ، فلا يظلم ولا يجور ولا يتعدى الحقوق , لخلو صدره أصلاً من هذه الآفات ، حتى وإن تعرضت له فسرعان ما ينجلى سوادها ، فيعود إلى سابق سلامته , يقول ابن مكرم : السيف العتيق إذا أصابه الصدأ استغنى بالقليل من الجلاء ، حتى تعود جدته للين طبيعته , وكرم جوهره .



وقد ترجم هذا المعنى علي بن أبي طالب , حينما قال لأبى بكر : ( رضيك رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا أفلا نرضاك لدنيانا ) .



تقارب القلوب :



وهو شعور المحبين بالقرب ، وأن تقاربهم ليس بلا أساس ، بل هو تقارب قلوب ، قيل : العاطفة والتعبيرات والكلمات والأشكال والصور ، وهذه من تعبيرات ابن عباس حينما قال : القرابة تقطع والمعروف يكفر , وما رأيت كتقارب القلوب .



ولذلك قالوا : خير الإخوان من أقبل عليك إذا أدبر الزمان عنك ، وما ذلك إلا لتقارب القلوب وسلامة الصدور .



الوضوح والصراحة :



وقد يفسرها البعض بأنها اتهام أو تفاضح أو نشر للسوءات ، وكل ذلك بعيد عن سلامة الصدر فهى في الحقيقة وضوح يقطع الألسنة , ووضوح يقطع الخطايا ، وفي وقفة النبى صلى الله عليه وسلم مع صفية باليل وقوله للرجلين : إنها صفية !! بُعد أخر لم تكن القولة إتهام للرجلين , بقدرما كانت قطع لخطوات الشيطان .



الحركة الصافية الطاهرة الواعية :

ومن أجمل الثمار حركة سليم الصدر مع الناس ، حيث لا ريبة أو شك ، ولا مهادنة أو مواربة ، ولا خديعة أو غش ، ولا لف أو دوران ، وإنما صفاءٌ وطهرٌ ووعي .



ونقصد أيضاً بذلك شعور الآخرين بطهرك وصفائك ووعيك , بعد تحققك بها ، فعلى مستوى ( سليم الصدر ) فهو كالنحلة إن اكلت أكلت طيباً , وإن أطعمت أطعمت طيبا , وإن سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه .



وعلى مستوى الناس فهو يريد نجاتهم ومصلحتهم مع نجاحه ، وليس كما يقول البعض : الأمان لى وعلى الناس الخراب ، خرج النخعي مع الأعمش , فقال : إن الناس إذا رأونا , قالوا : أعور مع أعمش



قال : وما عليك أن يأثموا ونؤجر

قال : وما عليك أن يسلموا ونسلم

وهي حركة واعية لانطلاقهما من الفضل والعقل معا ، يقول المغيرة بن شعبة :

ما رأيت أحداً أحزم من عمر , والله كان له : فضل يمنعه أن يَخدَع , وعقل يمنعه أن يُخدع . ويقول عمر في نفس المعنى : لست بخَبّ , والخَبُّ لا يخدعني .



الخلق السديد :



بسلامة الصدر يُرزق الإنسان الصدق , لأن الذي صدق الله في كل أموره , صنع الله له فوق ما يصنع لغيره .

وبسلامة الصدر يُرزق الإنسان الحلم ، وليس الحليم من ظلم فحلم , حتى إذا قدر فعفا لسلامة صدره .

وبسلامة الصدر يُرزق الإنسان البذل , ومداعبة الرفيق , وحب العطاء , وهذه وسائل لا تنطلق إلا من قلب سليم , ولا يجدى فيها الادّعاء , فسرعان ما ينكشف .

وبسلامة الصدر يُرزق الإنسان التواضع , فالكل أفضل منه , والكل أحسن منه ، سئل الحسن عن التواضع , فقال : أن تخرج من بيتك , فلا تلقى أحداً , إلا رأيت له الفضل عليك .

ويقول أبو عباد : ما جلس إلىّ رجل قط , إلا خُيّل إلى أني سأجلس إليه .



وبسلامة الصدر يُرزق الإنسان الرفق , فيدرك به مالا يدرك بالعنف , فيكون كالماء على لينه , يقطع الحجر على شدته .



الاقدام وتقديم التضحيات :



لا يقبل على الإقدام والشجاعة وتقديم التضحيات ، وعدم التهاون أو الاتنازل أو التخاذل , إلا سليم الصدر من الآفات التي تعلقه بها ، وكثيراً ما كان الأبطال يرددون هذا البيت :

تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد لنفسي حياة مثل أن أتقدما

وفي وصفهم قال الشاعر :

قوم إذا لبسوا الحديد حسبتهم لم يحسبوا أن المنية تُخلقُ

في حين نرى صوراً قميئة للمتخاذلين , يقول أحدهم :

للحرب قوم أضلّ الله سعيهم إذا دعتهم إلى نيرانها وثبوا

ولآخر :

وقالوا تقدم قلت لست بفاعل

وآخر اعتمد على تاريخه السابق :

وليس يعاب المرء من جبن يومه إذا عُرفت منه الشجاعة بالأمسِ

وسر الإقدام سلامة الصدور , وصدق النيات لله , وخلوص القصد , مصداقا لقول الشاعر :

وخارج أخرجه حب الطمع فر من الموت وفي الموت وقع

من كان ينوى أهله فلا رجع



وأخيرا :



قيل للمهلب : بم أدركت ما أدركت ؟ قال : بالعلم , قيل له : فإن غيرك قد علم أكثر مما علمت , ولم يدرك ما أدركت ؟ قال : ذلك علم حُمل , وهو علم استَعمل .

وسلامة الصدور من الأعمال والسلوكات ، وهى لا تنفك عن التحقيق ، ولا ينفع فيها القول والكلمات , بل الممارسات والأفعال .



وهناك فرق شاسع بين سلامة الصدر التى تحجبك عن الأخطاء ، وبين الذكاء الذى يخرجك من الأخطاء ، وهذا الإدراك يحتاج إلي عقل ناضج يفوق داهية الإسلام , عمروبن العاص , قال معاوية لعمرو بن العاص : ما بلغ من عقلك ؟ قال : ما دخلت في شيء قط إلا خرجت منه , فقال معاوية : لكنى ما دخلت في شيء قط أريد الخروج منه .

فسلامة الصدر إنقاذ في زماننا , الذي تضاءلت فيه فرص النجاة ، وحتي لا ننعى حالنا مع الشاعر :

كنت من كربنى أفرّ إليهم فهم كربتي أين الفرار ؟



ولكن الثبات على سلامة الصدر , والإصرار على التحقق به دوماً , هو العاصم الوحيد في حياة المؤمن اليوم , وأراه يردد وأن تنكرت له القلوب :



عجبت لقلبك كيف انقلب ومن طول ودّك أنى ذهب ؟



وأعجب من ذا وذا إننى أراك بعين الرضا في الغضب



فإلى النجاة بما في الصدور من سلامة حتى يتحقق الاستثناء الربانى : [ إلا من أتى الله بقلب سليم ] الشعراء / 89 .



في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، فالكلام إلى نية المتكلم , والصنائع إلي سلامة الصدر ، قال معاوية لعقيل بن أبي طالب : لا يرضينى منك إلا أن تلعن علياً على المنبر ! فصعد المنبر ثم قال : أيها الناس إن أمير المؤمنين أمرني أن ألعن علياً , فالعنوه لعنه الله : ( فأدركها معاوية ) فقال : إنك لم تبين من لعنت ؟ قال : ( الكلام إلي نية المتكلم ) , وكذلك الأفعال إلي سلامة الصدور .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جنة الاخوه

مديرة المنتدى
جنة الاخوه


عدد المشاركات : 5326
رقم العضويه : 1
مزاجي : سلامة الصدر 3
نشاط العضوه :
سلامة الصدر Left_bar_bleue100 / 100100 / 100سلامة الصدر Right_bar_bleue

دعاء : سلامة الصدر Fp_0510
الشكر : 44
نقاط : 4635

سلامة الصدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلامة الصدر   سلامة الصدر Emptyالأربعاء أكتوبر 01 2008, 22:48

جزاكي الله كل خير على الموضوع

واتمنى ان يرزقنا الله سلامة الصدر وسعة الصدر

وكل عام وانت لله اقرب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام عبادة
رتبة الاشراف
رتبة الاشراف
ام عبادة


الاوسمه : سلامة الصدر 96831110
عدد المشاركات : 2124
علم دولتي : سلامة الصدر Female56
رقم العضويه : 14
مزاجي : سلامة الصدر 3
نشاط العضوه :
سلامة الصدر Left_bar_bleue60 / 10060 / 100سلامة الصدر Right_bar_bleue

دعاء : سلامة الصدر Qza06610
الشكر : 7
نقاط : 1610

سلامة الصدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلامة الصدر   سلامة الصدر Emptyالثلاثاء أكتوبر 07 2008, 13:10

يجزيك الخير
والله يفتحها عليك
وبندعو الله انه يرزقنا
سلامة الصدر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلامة الصدر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلامة الصدر
» تمارين لشد الصدر
» أسباب انشراح الصدر
» تمارين لزياده الوزن في الصدر والارداف
» علاج ضيق الصدر كما وصفه الله تعالى لرسوله الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
¨°o.O (منتديات جنة الأخوه النسائيه) O.o°¨ :: ¨°o.O (الأقسام الدينيه) O.o°¨ :: جنة المواضيع الأسلاميه-
انتقل الى: