اخواتي في الله
اعرض لكم قصة توبة مالك بن دينار
والتي منذ سمعتها اول مرة من الداعية عمرو خالد
وهي تؤثر بي كثيرا
حتى انني احب ان استذكرها كلما سمحت لي الفرصة
واليوم خطر ببالي ان اعرضها عليكن
لا ادري ان كنتن على علم بها
ولكن تمعنوا معي رحمة الرحمن الحنان
الذي يمهل ويعطي الفرص للعبد
اقرؤوا معي القصة
------------------------------------------------وهذه القصة كما يرويها صاحبها:
يقول :
بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق ..
آكل الربا .. أضرب الناس .. افعل المظالم
لا توجد معصيه إلا وارتكبتها .. شديد الفجور
يتحاشاني الناس من معصيتي
يقول:
لقد كنت وأنا في ريعان شبابي رئيس حرس الأسواق , وكنت أُراقب حركة الأسعار والتجار , وكنت فظا غليظ القلب لا يحبني أحد ولا أحترم أحدا ..
وبينما أنا أجول في السوق رأيت رجلا من التجار طويل القامة , كبير الهامة عريض المنكبين , قد لبس الحرير وأسبل عمامته تفوح منه رائحة الطيب وحلى أصبعه بخاتم ضخم , البطر والطرف باد على محياه , وبين يديه رجل فقير قد جثا على ركبتيه يتوسل ويتضرع ويبكي , ثيابه ممزقة لا تكاد تستر جسمه , نحيل ،غائر العين , أصفر الوجه , مشقق اليد من التعب والكدح , وهو يقول :
يا مولاي لماذا أخذت مني سبعة دراهم وهي محصلة يومي وتعبي , ردها علي إنني أحتاج إليها هذه الليلة , ففيها عشاء بنياتي , فإن أخذتها مني سيبات بنياتي طاويات من الجوع في هذا البرد الذي لا يرحم , رُد علي دراهمي يرحمك الله يُخلفك الله خير منها ... أمهلني ..
وكلما تذلل المسكين بين يديه شمخ الغني بأنفه ورفع رأسه إلى السماء وكأنه يكلم جدارا أو حجرا لا إنسانا فيه قلب وروح ..
ويقول : تأثرت بهذا المنظر فجئت إلى الغني وقلت : ما شأنك وهذا ؟
فقال : وماذا يحشرك أنت فيما بيننا ؟ انصرف إنك لا تعرف هذا , إنه مكار خبيث أقرضته منذ سنة سبعة دراهم وهو يفر مني كلما رآني حتى قابلته اليوم بالسوق فأخذتها منه .. ..
يقول : فقلت له : سبعة دراهم وأنت قد أغناك الله , ردها عليه فلما قلت له ذلك أبى وتكبر وطغى , يقول : فصفعته صفعة طنت لها أذناه وانقدحت لها عيناه ثم أدخلت يدي في جيبه وأخرجت الدراهم ووضعتها في يد الفقير , فقلت له : انطلق .. فانطلق فرحا يلتفت يجري , قلت له :
يا هذا إذا تعشت بنياتك هذه الليلة فقل لهن يدعون لمالك بن دينار , يقول فلما أصبح الصباح وبينما أنا في السوق أحسست في قلبي أن الله قد قذف فيه حب الزواج , فأخذت أعرض نفسي على الناس ولكن من يزوجني ؟ فأنا الفظ الغليظ مدمن الخمر لا يرغب بي أحد , فيقول فلما طردني الناس ذهبت إلى سوق الجواري فاشتريت جاريةً مسلمةً مؤمنة ثم أعتقتها وجعلت عتقها مهرها , ثم تزوجتها , فكانت نعم المرأة عارفة لربها مطيعة لزوجها , كنت أرى فيها الخير والبركة من يوم أن حلت بداري , فقد تركت الخمر , وأقبلت على الصلاة والذكر والطاعة وأخذت أستغفر الله ورق قلبي ولان , وأصبحت أحب الخير والدعوة للخير , ورزقني الله منها بنية صغيرة كنت أرى فيها سعادة الدنيا أراها تلعب أمامي في الدار وتتلقاني إذا جئت وتنام بجواري في الليل وتلاعبني وألاعبها , فأقضي أوقاتي معها في الدار ...
وبينما أنا كذلك ذات يوم , وهي تلعب بين يدي إذ خرت في حجري ميتة لا أدري ماذا حدث ؟ فاضت روحها وأنا أنظر إليها فكاد قلبي أن ينخلع من مكانه فقلتُ : ويحي بنيتي قرة عيني ماذا أصابك ؟
فحملتها وقد تدلت رقبتها على يدي , وأخذت أذهب في البيت فاستقبلتني أمها ، ما الذي حدث للبنية ؟ فقلت :
لا أدري تلعب بين يدي فخرت ميتة , فجلست أنا وأمها نبكي ..
وكلما التفت في الدار بعد أن دفنتها وصليت عليها وجدت ذكراها , هذه ألعابها وتلك ملابسها ، إذا جاء الطعام تذكرتها , وإذا جاء المنام تذكرتها حتى أخذ مني الحزن كل مأخذ فأصبحت لا أشتهي الطعام والشراب ..
وإذا جاء الليل وما أدراك ما الليل أظل أراقب نجومه حتى أنام من الإعياء والتعب ..
يقول:
فانقلبت أسوأ مما كنت
.. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء
.. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان
.. حتى جاء يوما
فقال لي شيطاني:
لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!
فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر
وظللت طوال الليل أشرب
وأشرب
وأشرب
فرأيتني تتقاذفني الاحلام .. حتى رأيت تلك الرؤيا
رأيتني يوم القيامه
وقد أظلمت الشمس
.. وتحولت البحار إلى نار..
وزلزلت الأرض .
واجتمع الناس إلى يوم القيامه
.. والناس أفواج
.. وأفواج ..
وأنا
بين
الناس
وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان
.. هلم للعرض على الجبار
يقول:
فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد
من شده الخوف
حتى سمعت المنادي
ينادي باسمي
.. هلم للعرض على الجبار
يقول:
فاختفى البشر من حولي
(هذا في الرؤيه)
وكأن لا أحد في أرض المحشر
ثم رأيت
ثعبانا عظيماً شديداً قويا
يجري نحوي فاتحا فمه
. فجريت أنا من شده الخوف
فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً ..
فقلت:
آه:
أنقذني من هذا الثعبان
فقال لي .. يابني
أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحيه
لعلك تنجو ..
فجريت حيث أشار لي
والثعبان خلفي
ووجدت النار تلقاء وجهي ..
فقلت:
أاهرب من الثعبان لأسقط في النار
فعدت مسرعا أجري
والثعبان يقترب
فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني ..
فبكى رأفة بحالي
وقال:
أنا ضعيف كما ترى
لا أستطيع فعل شيء
ولكن إجر تجاه ذلك الجبل
لعلك تنجو
فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً
فسمعت الأطفال كلهم يصرخون: يافاطمه
أدركي أباك
أدركي أباك
يقول::
فعلمت أنها ابنتي ..
ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات
تنجدني من ذلك الموقف
فأخذتني بيدها اليمنى .. ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا
كالميت من شده الخوف
ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا
وقالت لي
ياأبت
*ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله*
يقول:
يابنيتي .. أخبريني عن هذا الثعبان!!
قالت
هذا عملك السئ
أنت كبرته ونميته
حتى كاد أن يأكلك
.. أما عرفت يا أبي أن
الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه..؟
يقول:وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح
.. أنت أضعفته
وأوهنته
حتى بكى لحالك
لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً
ولولا انك انجبتني ولولا أني مت صغيره
ماكان هناك شئ ينفعك
يقول:
فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب
.. قد آن يارب
, نعم
*ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله*
فسمعت آذان الفجر "حي على الصلاة ـ حي على الفلاح" يقول : فأفقت واستغفرت وتبت إلى الله , وحمدت الله أن أحياني إلى الدنيا من جديد ثم ذهبت واغتسلت وتوضأت ثم ذهبت إلى المسجد الجامع , أُصلي خلف الإمام الشافعي وإذا به في الصلاة يقرأ قول الله تعالى :
( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) يقول :
فانتفض قلبي وفاضت عيناي , وكأنني أنا الوحيد المعني بها وأنا المخاطب بها وذلك من رحمة الله , فاستحييت من الله حق الحياء ..
فلما انتهت الصلاة واستدار الإمام الشافعي أخذ يفسر لنا قوله تعالى :
( ألم يأن للذين آمنوا ) ويقول : عباد الله إنا الله يستحثنا إلى التوبة ...
فهو يقول : ( ألم يأن ) وهي مشتقة من الآن فكأنه يقول : الآن , الآن توبوا قبل أن تفوت هذه اللحظة فيندم الإنسان , الآن الآن إلى التوبة , إلى ذكر الله إلى الخشوع ، يقول : فتبت إلى الله , واستغفرت لذنبي وتجلت عندي رحمة الله الذي لم يأخذني بمعصيتي فأمهلني حتى تبت وأنبت وذهبت إلى زوجتي وقلت لها : هيا بنا نشد الرحال لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلب فيها العلم , فوفقني الله إلى كثير منه وعوضني الله خيرا من بنيتي
عوضني أبناء المسلمين يشدون إلي الرحال من مشارق الأرض ومغاربها يجلسون بين يدي طول النهار وزلفا من الليل يطلبون العلم , فحمدت الله تبارك وتعالى على نعمته
**************************************
ذلك هو مالك بن دينار
من أئمه التابعين
هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل
.. ويقول
إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنه من ساكن النار،
فأي الرجلين أنا
اللهم اجعلني من سكان الجنه ولا تجعلني من سكان النار
وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف
كل يوم عند باب المسجد
ينادي ويقول:
أيها العبد العاصي عد إلى مولاك
.. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك
أيها العبد الهارب عد إلى مولاك
.. مولاك يناديك بالليل والنهار
يقول لك
من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً،
ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً،
ومن أتاني يمشي أتيته هرولة
لا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين
**********************
اخواتي ارجو منكن ان تنظرن الفتوى الخاصة
بهذه القصة في قسم الفتاوي
**********************