بسم الله الرحمن الرحيم
بماذا ستفاجئ أمك
بمناسبة ما يسمى بعيد الأم ؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
هذه النشرة هي نظرا لاقتراب ما يسمى بعيد الأم الذي يصادف الـ21 من هذا الشهر والذي يترقبه العديد من الأبناء بفارغ الصبر لمفاجأة أمهاتهم باتصال هاتفي، أو هدية، أو مفاجأة وما شابه من أمور يريدون كسب الرضا وزيادة في المحبة من قبل أمه، وهناك ايضا من ينظم احتفالات بهذا اليوم المبتدع.
أما بعد،
إن فضل الأم عظـيم ومكانتها عظيمة، فضلها الله سبحانه وبين مكانتها في كتابه الكريم فقال في شأن الوالدين { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } [ الإسراء / 23 ]
وصح في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى رسول الله فقال: «يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من قال: أبوك»
قبل يداها واكسب رضاها
فللأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر لأن الأم تنفرد بالحمل ثم الوضع ثم الرضاع ، بل وحتى الأم المشركة فإن الشرع المطهر الحكيم رغَّب بوصلها : فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : «قدمتْ عليَّ أمِّي وهي مشركة في عهد رسول الله فاستفتيتُ رسول الله قلت : قدمتْ عليَّ أمِّي وهي راغبة أفأصل أمي ؟ قال : نعم صِلِي أمَّك» رواه البخاري
وصح في الأدب المفرد للبخاري أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا أعلم عملا يقرب إلى الله مثل بر الوالدة.
وكل هذه النصوص تدل دلالة واضحة على فضل الأم ووجوب برها ولا يختص ذلك بزمان، بل الواجب برها في كل وقت دون تخصيص يوم معين للبر.
هذا هو تكريم الإسلام للأم وبيان فضلها ومكانتها، أما في المجتمعات غير الإسلامية فلا نجد للأم شأناً ولا مكانة، فالأسرة مفككة والزوجان منفصلان، والأبناء بعيدون عن أبيهم وأمهم، فلذلك ابتدع بعضهم عيداً للأم يكون يوما في السنة يحتفل فيه الأبناء بأمهم ويهدونها الهدايا زاعمين أن هذا تكريما لها وتقديراً لمكانتها، بعكس المسلمين، حيث أن الأم تعتبر النور الذي يرى الابن والابنة من خلاله العالم وتكريمها يتم في كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، وتقبيل يديها وطلب الرضا منها واجب على كل مسلم ليعيش حياته الدنيا سعيدا وموفقا ويفوز بجنة الخلد.
كم عيد في الإسلام ؟
ليس في الإسلام إلا عيدين اثنين لا ثالث لهما: عيد الفطر وعيد الأضحى، فعن أنس بن مالك قال «كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي المدينة قال : كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما : يوم الفطر ، ويوم الأضحى» رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني.
ولا يجوز لإنسان أن يبتدع عيداً لم يشرعه الشارع الحكيم، فإن فعل فهو داخل في ما صح في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» أي مردود عليه غير مقبول عند الله سبحانه.
لماذا اذن ابتدعوا ان للام عيدا؟
إن الغرب أهملوا الأم وقصروا في حقها، أرادوا أن يكفروا عن خطيئتهم فجعلوا للأم يوما واحداً في السنة يتذكرونها ويكرمونها في هذا اليوم فقط، فما بال المسلمين يسيرون وراء الغرب في كل شيء ويقلدونهم في كل شيء، ألم يسمعوا قول النبي : «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: فمن» متفق عليه والمعنى فمن المراد إلا هؤلاء، وقد وقع ما أخبر عند الصادق الصدوق فقلد كثير من المسلمين اليهود والنصارى في كثير من الأمور، ومنها هذه الأعياد المحدثة.
فالواجب على كل مسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به و أن يقتصر على ما شرعه الله لعباده فلا يزيد فيه ولا ينقص منه، والواجب أيضا للمسلم ألا يكون إمعة يتبع كل قول بل ينبغي أن يكون ذا شخصية سوية متميزة متمسكة بشرع الله حتى يكون متبوعاً لا تابعاً.
كلمة مضيئة
علينا جميعاً أن نقدر للأم قدرها ونعرف مكانتها وفضلها، وأن نرعاها ونعتني بها، ونقوم بطاعتها في غير معصية في كل زمان ومكان، ولا ننقص قدرها بالاحتفال بها يوماً واحداً في السنة، فإن في ذلك تنقيصاً من شأنها بل إهانة لها، حيث لا تكرم إلا يوما واحداً في السنة، أهكذا يفعل بمن حملت ووضعت وأرضعت:
لأمك حق لو علمـــت كثيــــر كثيرك يا هذا لديه يسير
فكم ليلة باتت بثقلك تشتكـي لها من جواها أنة وزفير
وفي الوضع لو تدري عليها مشقة فمن غصص منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها وما حجرها إلا لديك سرير
وتفديك مما تشتكيه بنفســها ومن ثديها شرب لديك نمير
وكم مرة جاعت وأعطتك قوتها حنانا وإشفاقا وأنت صغير
فآها لــذي عقـــل ويتع الهـوى وآهاً لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها فأنت لما تدعو إليه فقير
وأخيرا نقول، الآن وغدا، وكل يوم وساعة وكل دقيقة اطلب الرضا من والديك ولا تغضبهما ولا تعصهما ولا تنتظر هذا العيد المبتدع لترضي والديك وتكسب المحبة.
وتتبع معنا هذا الحديث الشريف عن رسول الله (لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت ولا تعص والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك............الحديث).
موقع نادي عباد الرحمان الاسلامي
مدونتي
www.amalbensouda.blogspot.com
www.youtube.com/amalbensouda