[center]آخر العام..
ماهي ألا أيام قلائل ونودع هذا العام الهجري .. وهي كلمات نقولها في كل عام مضى، ونقولها في نهاية كل عام يمر علينا..
إن هذا العام الذي تصرمت عنا أيامه قد حوى في خزائن لحظاته وساعاته .. الاعاجيب من اشياء قد تشهد لنا يوم القيامة أو تشهد علينا .. وسبحان من يغير ولا يتغير ..
{يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار} [النور/44]
وقال جل وعلا : { وتلك الأيام نداولها بين الناس} [آل عمران/140]
وقال سبحانه وتعالى: {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا} [الفرقان/62] ...
قال بن كثير رحمه الله.. " جعل الله الليل والنهار يتعاقبان توقيتا لعبادة عباده له عز وجل ، فمن فاته عمل في الليل .. استدركه في النهار ..
ومن فاته عمل في النهار ..استدركه في الليل "
ثم قال وقد جاء في الحديث الصحيح :" إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل "
قال قتادة رحمه الله : " فأروا الله تعالى خيرا في هذا الليل والنهار فإنهما مطيتان (يعني كالدواب تحمل الناس وتحمل الأعمال) قال فإنهما مطيتان تحملان الناس الى آجالهم تقربان كل بعيد ، وتبُليان كل جديد ، وتجيئان بكل موعود الى يوم القيامة "
وقال علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه :" ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون يتبعونها ..فكونوا من ابناء الآخرة ، ولا تكونوا من ابناء الدنيا .."
نسير الى الآجال في كل لحظة .. واعمارنا تطوى وهن مراحل
ترحَّل عن الدنيا بزاد من التقى .. فعمرك ايام وهن قلائل
وما هذه الايام الا مراحل يحث بها حاد الى الموت قاصد
واعجب شيء لو تأملت انها ..منازل تطوى والمسافر قاعد.
عام كامل تصرمت أيامه كل يوم يمر، بل كل ساعة تمضي، وكل لحظة وثانية تمر علينا انما هي تقربنا من الأجل
يسر المرء ما ذهب الليالي.. وان ذهابهن له ذهابا..
أيها الإخوة الكرام ..إن العقلاء يتبطرون في تصرم ايامهم ولياليهم ..و يعلموون ان كل لحظة وثانية ودقيقة فضلا عن كل ساعة ويوم وشهر ،وسنة ..
إنما تسير بهم وتقربهم الى ربهم .
لقي الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى ..لقي رجلا فساله الفضيل قال :" يا رجل كم مضى من عمرك ؟؟ "
فقال الرجل :" مضى من عمري ستون سنه "
فقال له الفضيل :"فإنك منذ ستين سنه تسير الى ربك يوشك ان تبلغ اليه "
قال الرجل :" آآه فما لعمل ؟؟"
قال :" خذ من صحتك لمرضك ،ومن فراغك لشغلك ،وتصدق من مالك ، وابذل من بدنك "
..وجعل يوصيه بالعمل الصالح سواء في بدنه ..أو في ماله ..أو في خبرته ..أو في علمه .. أو في وقته .. أو في غير ذلك ..
ان يستثمره في مباح أو أن يستثمره في طاعة
المهم الا يستثمره في شيء يُسَوِّد وجهه اذا وقف بين يدي الله عز وجل
روى البخاري عن بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال :" أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبه (وضع يده صلى الله عليه وسلم على منكبه ) قال :" يا بن عمر كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل "
وكان بن عمر يقول :"اذا امسيت فلا تنتظر الصباح ، واذا اصبحت فلا تنتظر المساء ..وخذ من صحتك لمرضك ومن فراغك لشغلك "
هـذا العام الذي نستقبله يجب على الأنسان أن يتجهز ويهيئ نفسه لأستقباله وألا يعيش المرء هكذا سبهللا .. تمضي عليه ألأيام كيف ما تفق دون مايكون له ترتيب أو تخطيط فيها .. وكان من هدي رسولنا وحبيبنا وسيدنا رسول الله صلى الله وعلى آله وسلم .. انه إذا كان أراد أن يفعل شيئآ تهيأ له وتجهز له ونظر في المصالح والمفاسد ..ونظر كيف يمكن ان يستفاد منه .. ألا ترى انه كان صلى الله عليه وسلم إذا
أراد سفرآ تهيئ وسأل عن الطريق واستفسر عن مايعرض لهم فيه ..
ولما أراد صلى الله عليه وسلم أن يخرج إلى الهجره تهيئ لذلك واتفقوا على من يدلهم الطريق وحددو مكان يأوون إليه حتى يذهب عنهم طلب أهل مكه ..وعمل عليه الصلاة والسلام امور تدل على أنه فيه نوع من التخطيط قبل ان يفعل مثل هذه الأمور ..
لذلك كان السلف رحمهم الله تعالى .. كانوا قبل أن يفعلوا الشيء يخططون له وينظرون ماذا نعمل خلال هذه الأيام .. ومنه مايسمى اليوم
بزماننا بالخطط الخمسيه والخطط العشريه .. يعني الخطط التي تمتد لخمس سنوات وعشر سنوات كذلك نحن ايها الأفاضل ..
من أراد ان ينفع هذه الأمـه بعلم أو يطور نفسه بتجاره ..أو أن يعمل أي عمل من الأعمال التي يكون فيها نوع من النفع سواء في دينه أو دنياه .. فلابد أن يخطط لذلك ..
نسأل الله أن تكون الأيام القادمة أيام خير وسعادة ونصرة للإسلام والمسلمين
منقوووووووووووووول