تغير زوجك.. أصبح كثير الخروج من المنزل.. كثير السهر.. كثير الصمت والشرود.. أنت كزوجة كيف تتعاملين مع هذا التغير؟
بداية تم طرح السؤال على عدد من المتزوجات فكانت إجاباتهم كالتالي:
ـ في البداية أبحث عن السبب وتفسير لهذا التغير.. هند سعود.
ـ لا سلاح لدي إلا البكاء والدعاء فقط.. سلمى. ع.
ـ أنصحه وأحاول معه.. أم روان.
ـ أطنش.. أم صالح.
ـ أتضارب معه حتى أعرف ما به! موضي.
ـ أحاول أبحث عن الأسباب حتى أساعده، وإذا لم أجد أجابه أسأله بصراحة ماذا بك؟ أم رائد الدوس.
ـ أسأل نفسي عن السبب فقد أكون أنا! أم محمد.
ـ أتقرب إليه وأبدأ بسؤاله عن تغيره، فإن كان في محنة شخصية نفسية أو مادية أقف بجانبه وأساعده بقدر استطاعتي، وأذكره بأن هذه الدنيا فانية وأن أهم شيء راحته وصحته، وكل شيء ممكن يتعوض وأدعو له.. أم غدير.
ـ أدعوه لمراجعة حساباته مع ربه، فذكر أن أحد السلف قال: "إن عصيت الله رأيت ذلك في خلق زوجتي وأهلي ودابتي".. أما كثرة الخروج فإذا كان خروجه يؤثر علي وعلى أولاده فأقيم الدنيا وأقعدها.. أما إذا كان خروجه إلى عمل خير فالأمر طيب وخروجه عادي بالنسبة لي.. ع . ح.
ـ إذا كان كثير الصمت أحاول أن أدخل عليه من نفس الأفكار التي يحبها، فمثلا إذا كان يحب الكتب أدخل عليه من باب الكتب وأحدثه عن كتاب معين، وقد جربت ذلك بنفسي وأصبح أفضل في تعامله، أما كثرة الخروج فلم يحدث لي، ولكن أقترح لمن تعرضت لمثل ذلك القيام بتجديد اجتماعات مع العائلة ينظم فيها الزوج برنامجا معينا؛ حينها سيقل خروجه ويكثر في محيط العائلة، أما كثرة السهر فإن كان مع قرناء السوء فربط الزوج بأحد الأخيار يسهر معهم، فإذا شعر بالراحة بينهم سيشعر أن هذه العادة غير طيبة فتخف نوعا ما.. أم أحمد.
ـ أحاول معرفة أسباب هذا التغير وأقوم بإصلاح ما أفسده الدهر، وأحاول أن أفعل ما يرضيه، حتى أكسب مودته وبقاءه في المنزل مرتاح البال قرير العين. م.أ.
ـ اخفض الطرف إلى الله وأعو له.. أم دولان.
ـ غالبا الزوجة تكون سببا في هذا التغير بسوء أدبها مع زوجها أو رفع الصوت عليه أو هدم احترامه أو احترام أهله.. أم ماجد.
وبعد هذه الآراء تقدم هذه الوصفة العلاجية الداعية الأستاذة "خلود العبدالله" فتقول:
أيتها الزوجة الغالية.. إن كثرة خروج الزوج لا يعد حالة خطيرة تنذر بخلل في الحياة على إطلاقه؛ بل تحتاج هذه الحالة لتحليل يتبين لك من خلاله متى يكون ذلك علامة خطر..
الأمر الأول:
فمثلا ـ عزيزتي الزوجة ـ الرجال مختلفون في طرق تكسبهم للمعيشة، فهذا يقضي ربع يومه، وذاك نصفه، وذاك يغلب على يومه كله الخروج، وكل ذلك طلب للمعيشة، فلماذا يحدث الانزعاج منك هنا؟! وهذا الجهد كله لأجلك ولأجل أطفالك، فهنا ينبغي أن تتأقلمي على نمط الحياة التكسبية لزوجك وتصبري على مر كثرة خروجه احتساب الأجر من الله..
ثم ما يدريك! فلعل ساعة لقاء واحد يملؤها الصغار خيرا من جلوس طويل معك بقلب يملؤه الكدر، ثم إن كنت بسببه تنظرين بمعيار الميزان الدقيق البعيد النظر فلتعلمي أن قلة احتكاك زوجك بك يجعلك بعيده عن احتمال المشادات والمشاجرات.. وعلى أقل تصور يكفيك أنه يفقدك ثم يعود للمنزل مشتاقا لرؤيتك ولرؤية أبنائك.
الأمر الثاني:
وهي التي تعد الحالة المرضية في نقاشنا والتي تستدعي البحث والعلاج هي كثرة الخروج من زوج تعودت على انضباطه خروجه بأوقات محددة وفي أزمنة معينة، وألفتِ منه الجلوس في البيت، ثم إذا بك تبحثين عنه في أغلب أوقاته التي تعودت الجلوس فيها معه فإذا بك تفقدينه وهذه إشارة منذرة.. وعلاجها يعود إليك أنت ويعود إلى ما كسبت يداك فاتبعي الآن ما يلي:
1) انظري إلى نفسك ومظهر هيئتك، ثم لعله قد مل منك من عدم اكتراثك بجلوسه معك، والعلاج هو التغيير المستمر بين الوقت والآخر لمظهرك ومظهر البيت عموما، ثم انظري لجدول أشغالك البيتية فلعلك منغمسة فيه ما بين المطبخ والغسيل والترتيب، وإذا بزوجك لا يحظى ولو بخمس دقائق للجلوس المؤنس معه على كوب من الشاي وقليل من سطور الألفة والمودة في الحديث.
2) انظري إلى طبعك وطريقة تعاملك، فلعلك مزاجية الطبع طويلة اللسان لا تجعلين له فرصة للمدافعة عن نفسه؛ بالتالي يهرب من هذا الجو متخلصا.
3) انظري إلى خُلقك فلربما كنت سببا منفرا له، وذلك بسرعة تصيدك لخطئه وقوة تعنيفك لأدنى زلة، وكل ما سبق من الأمر الثاني والثالث يحتاج إلى تجربة جادة مع النفس ومساعدتها على تقديم الجميل والطيب من الخلق والفعال، ليس لأجل جذب الزوج إلى البيت والأنس بوجوده فحسب بل ولأجل مكانة حسن الخلق عند الله تعالى.
الأمر الثالث:
قد يكون ـ أيتها الزوجة ـ كثرة خروجه من المنزل متنفسا لك في كثير من الأعمال والعبادات، وفي هذا الحال لا يعد مرضا مادام قد سلم من المخاطر السابقة، بل يعد فرصة لك ونعمة فاشكري الله عليها واستغليها كما يحب ربنا ويرضى وبما يعود عليك بالنفع.
أما صمت الزوج وكثرة شروده.. فهو الآخر لا يعد حالة مرضية في إطلاقها، ولا يستبين متى يكون ذلك مرضا وخطرا مهددا لابد من علاجه، ومتى يكون أمرا عاديا اعتياديا لا يدعو لأي قلق إلا بالتحليل الآتي:
أ) الصمت.. الصمت مثلا هو سلوك مطلق قد يكون لبعض فئات الناس صفة طاغية في شخصيته، بمعنى أنه أصبح من النوع الصموت الكثير التأمل، وهذا إما جبله الله عليه، وبمعنى أقرب فإن هناك بعض الأزواج قليلي الكلام، فلا يعد ذلك مرضا يطلب علاجه أو إمارة لغضبهم وعدم اهتمامهم.. وهذا النوع خارج عن محل النقاش، وهذا أمر طبيعي يستدعي منك الصبر والتعود على طبعه بدون انزعاج.
أما الصمت المفاجئ من زوج تعودت على طلاقته في الحديث وإذا بك فجأة تصطدمين بصمته المطبق وكثرة شروده، وهنا يكمن الخوف، وهنا تبحثين عن العلاج ومن خطواته ما يأتي:
1) سؤاله بطريقة طيبة لينة.. يا ترى ما الذي يشغل فكرك؟ فلربما حدث له أمر مهم محزن خارج البيت.. فإن لم يكن ذلك فإلى الخطوة التالية:
2) أن تتهمي نفسك بين يديه فتقولي: لابد يا عزيزي أنني سبب الصمت الذي أطبق عليك وأزعجك وأبعدك عني وجعلتني لا أتمتع بمشاركتك.. فبالله عليك دلني على هذا العيب الذي لمسته مني لأزيله بل لأجعله في عالم النسيان حتى ترجع إلي.. ولهذا أثر نصت عليه السنة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة.. ونسائكم من أهل الجنة الودود الولود العئود إلى زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذوق غمضا حتى ترضى" (287\ سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني).
ج) من خطوات العلاج هنا أنك أحيانا أيتها الزوجة تدركين وبلا سؤال للزوج ما الذي يجعله كثير الصمت ويمل الحديث؛ فلعله أمر طلبه منك مرارا ولكنك كنت لا تلقين له بالا؛ مما أدى إلى حدوث هذا الصمت الذي يعبر به عن غضبه ويأسه من مزيد التكرار في الأمر، فيسكت، والعلاج هنا مبادرتك بفعل ما يرغب فيما أحل الله وانتهاؤك عما يأمرك بتركه مما لا يغضب الله، وبهذا تعالجين القضية بصمت منك أنت وبدون فتح المجال للتساؤل إذا أنت بصيرة بنفسك.
وعلى أية حال فإن هناك علاجا مشتركا لتلك الحالتين من الصمت وكثرة الخروج هو وبعد ما طبقتِ من خطوات سابقة أقول لك: عليك بالدعاء الصادق والإلحاح على الله بأن يهدي لك زوجك ويسخره للخير، وأن يصلح من حاله وشأنه، وأن يكلل حياتكما الزوجية بأواصر الود والسعادة، وهذا ما ترتجيه المرأة في حياتها الزوجية.
السلام عليكم اختي الزائره 
