التزمي سنن الفطرة
هناك سنن للفطرة لاينصلح حالنا الابها ومن هذه السنن مايلي
أولًا: إزالة الشعر (الإستحداد
وهو الشعر الزائد، وقد حددت أحاديث سنن الفطرة مكانين في الجسم هما:
نتف الإبط، وحلق العانة.
شعر العانة:
وهو الذي حول الفرج.
وقال العلماء: يستحب إزالة الشعر حول القبل والدبر، وإن كان الحديث قد خصه بالحلق إلا أنه يجوز بأي وسيلة: بالحلق، والقص، والنتف، والنورة (وهي عجينة تلصق بالشعر فتزيله، وتعرفها النساء)، أو طلاء يُطلى به الجلد فيزيل الشعر معه، وهناك كريمات في الصيدليات لهذا الأمر، ولكن لتحذري أخيتي أن يكون جسدك من النوع الحساس لهذه الكريمات، فتجري اختبارًا بسيطًا لجزء صغير من جسدها قبل الاستعمال العام، وذلك كل مرة.
وقت القص:
هناك حد أقصى مكروهًا أن يترك الشعر بعده دون قص، وذلك فيما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (وقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة أن لا تُترك أكثر من أربعين ليلة) [رواه مسلم]، وعلى هذا أن أقصى مدة يمكن أن يترك فيها الشعر دون إزالة هي أربعين ليلة، وبعدها يكون الإنسان قد دخل في الكراهة.
العوارت:
ولا يخفى عليك أخيتي أنه لا يجوز كشف العورة المغلظة ـ وهي ما بين السرة والركبة ـ حتى على النساء، روى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد)) [رواه مسلم[.
وفي رواية: ((عرية الرجل))، و((عرية المرأة)) [صححه الألباني]، وهي معنى أوسع من العورة، فلا يجوز أن تزيل عانتها أمام أخرى، ولا يجوز أن تسمح لأخرى أن تزيل لها، والعجب أن هناك نساء ذلك عملهن، وهو حرام حيث تنكشف العوارات، وتبدو السوءات، فاحذري أختي المسلمة.
ومعنى الإفضاء في الحديث، أي لا ينام الرجل مع الرجل، أو المرأة مع المرأة تحت غطاء واحد لا يفصل شيء يحول دون أن تتلامس الأجساد إذا تعرت، وسبحان من خلق الإنسان ويعلم ما في نفسه، ((أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)) [الملك:14[.
شعر الإبط:
ولا يقتصر إزالة شعر الإبط على النتف، فيجوز القص والحلق، فقد دخل رجل على الإمام الشافعي وهو يحلق إبطه فقال الشافعي: (علمت أن السنة النتف، ولكن لا أقوى على الوجع) [المجموع، (1/288) [.
ويُستحب التيامن؛ أي بالبدء بالإبط الأيمن.
الحفاف:
هو: إزالة الشعر من الجسد، وهو جائز، ويسن إن كان التجمل للزوج ((للأخوات المتزوجات))، وتأخذ المرأة على ألم إزالته الأجر.
وأحيانًا يختص الحفاف بالوجه، في القاموس المحيط: (احتفت المرأة: أي أَمَرْت من يحف شعر وجهها بخيطين)، ولكن تستعمل للجسد كله.
النامصة وأم يعقوب:
وتأملي هذا الحوار الطريف بين عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأم يعقوب:
روى البخاري عن عبد الله قال: (لعن الله الواشمات والموتشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيران خلق الله)، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يُقال لها: (أم يعقوب)، فجاءت فقالت: (إنه بلغني عنك أنك لعنت كيت وكيت)، فقال: (وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن هو في كتاب الله؟(
فقالت: (لقد قرأت ما بين اللوحيين فما وجدت فيه ما تقول!!)، قال: (لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، أما قرأت: ((وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ))، قالت: (بلى)، قال: (فإنه قد نهى عنه)، قالت: (فإني أرى أهلك يفعلونه)، قال: (فاذهبي فانظري)، فذهبت، فنظرت فلم تر من حاجتها شيئًا، فقال: (لو كانت كذلك ما جامعتنا)، أي: لغضبت منها لدرجة أن أهجرها في المضاجع.
و(النامصات) جمع نامصة، قال ابن حجر في فتح الباري: (والنمص: إزالة شعر الوجه بالمنقاش)، ويقال: (إن النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين، لترفيعهما أو تسويتهما)، قال أبو داود في السنن: (النامصة التي تنقص الحاجب حتى ترفعه)، وقال النووي: (يستثنى من النماص ما إذا نبت للمرأة لحية أو شارب، فلا يحرم عليها إزالتها، بل يستحب).
حول الحمى:
فهذان رأيان أحدهما لعائشة رضي الله عنها؛ أجازت حف أي مكان في الوجه ما عدا الحاجبين، والآخر للنووي أدخل بعض مساحات من الوجه في النهي، ومنها المنطقة بين الحاجبين فوق الأنف.
وكما رأينا فإن نمص الحواجب من الأمور التي فيها نهي شديد وصل إلى اللعن، وفيها اختلاف للفقهاء حول حدوده، وكل امرأة أدرى بحاجبها وحدوده.
والأولى عدم الاقتراب من الحاجب، بل والمنطقة حوله، فلا تكوني كالراعي يحوم حول الحمى يوشك أن يقع فيه، وليس في هذا الأمر إذن لزوج؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وقول السيدة عائشة: (أميطي عنك الأذى) [مصنف عبد الرزاق]، هو رد على السائلة عن الحق عمومًا، ومعناه: ما كان منه أذى فأزيليه، وهو الشعر على الجبين، واللحية والشارب، والخدود، أما الحاجب وما حوله فليس أذى.
التزين بالماء:
وأما التزين بالأصباغ فيجوز بإذن الزوج أو ولي الأمر، ويحرم إن لم يأذن أو إذا رآه الرجال من غير المحارم، واحذري الأصباغ المحتوية على كيماويات فإنها تسبب سرعة التجاعيد وحساسية الجلد، عليكِ دائمًا بالوسائل الطبيعية التي تلين البشرة وتدفع الدم فيها، وأجمل الزينة وأطيب الطيب الوضوء بالماء.
وتذكري قوله تعالى: ((وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) [النور:31[.
معنى الزينة:
ومن الزينة ما يُسمى المكياج (Make Up) فاحذري من أن تبقي بعض بقاياه في وجهك، وعلى شفتيك وتخرجي من بيتك.
والزينة من حيث ثباتها نوعان:
الأول ـ الزينة غير الثابتة:
التي تزول بالماء أو غيره من المزيلات، مثل: الكحل، وأدوات التجميل، والحناء.
والثاني ـ الزينة الثابتة:
وهي التي لا تزول وتكون شكلًا من أشكال تغيير خلق الله.
الوشم:
ويدخل تحت اللعن أيضًا: الواشمات والمستوشمات، فيقول الإمام النووي: (والوشم أن تغرز إبرة في الجلد حتى يسيل الدم، ثم تحشو ذلك الموضع بالكحل) [سبل السلام، (1/150)]، والفاعلة: الواشمة، والتي تطلب فعله المستوشمة وحرام على الفاعلة والمفعول بها باختيارها