أسئلة هامة
ما الفرق بين الرسول والنبي ؟
من هو الصحابي والتابعي ؟
كيف تجمعت أحاديث النبي ؟
لو جاء أحد الناس إليك وقال لك حديثاً عن النبي يقول مثلاً :
" من داوم على أكل القرع ( أي قرع العسل ) حتى يموت، ختم له الله تعالى بالخير وأدخله الجنة !! " ..
ما رأيك في هذا الحديث ..
هل لديك الشجاعة الكافية لترفضه وتقول عنه أنه غير صحيح من غير أن يكون لديك أي دليل على ذلك سوى غرابة معنى الحديث..
أم أنك سوف تخاف أن ترفضه وأن يكون صحيحاً – لسوء حظك – فتكون بذلك قد رفضت حديثاً صحيحاً لرسول الله والله تعالى يقول عن رسوله في القرآن :
" وما ينطق عن الهوى .." النجم – 3 ..
وكلنا يعلم أن الدين ليس كله بالعقل .. وإلا لكنا رفضنا العشرات من الحقائق التي جاءت في الآيات والأحاديث – والتي يرفضها العقل لأول وهلة – ثم يفاجأ العالم كله والمسلمون بالعلم الحديث يصدقها تماماً كما جاءت في القرآن أو السنة !!
إذاً .. لا مخرج لنا إلا أن نعترف بأهمية وقوة احتياجنا لنوع من العلم الديني يتخصص فقط في البحث في صحة أو خطأ الأحاديث المنسوبة للنبي والتي رواها الناس عنه..
وهذا العلم هو المسمى : بعلم الحديث ..
******
ما الفرق بين الرسول والنبي ؟
س : ما هو الفرق بين الرسول والنبي ؟
ج : هنالك أكثر من رأي في هذه المسألة .. ولكن الرأي الراجح والأكثر شيوعاً بين العلماء هو أن :
الرسول : هو نبي .. ولكن الله عز وجل أنزل عليه رسالة ليبلغها للناس .. ك (صحف) إبراهيم .. أو (زبور) داود .. أو (توراة) موسى .. أو (إنجيل) عيسى .. أو (قرآن) محمد عليهم جميعاً أفصل الصلاة والتسليم ..
أما النبي : فقد جاء ليبلغ الناس توحيد الله عز وجل وتفريده وحده بالعبادة .. ومنهجه وشريعته هو تطبيق رسالة الرسول الذي قبله ..
فنخرج من هذا أن (كل رسول نبي .. ولكن ليس كل نبي رسول) ..
س : وما هو تعريف الصحابي ؟
ج : كلمة الصحابي في اللغة مشتقة من الصاحب .. وأما في العلم الشرعي فله تعريفان ..
الأول : وهو الصحابي في علم الحديث : ويعرف بأنه كل من لقي النبي وتقابل معه وسمع منه أو رأى منه .. حتى ولو كان ذلك مرة واحدة في حياته .. أما شروطهم في صحة أخذ الحديث منه فهي شروط الصحة المعروفة لأي راوي حديث كما سنذكر فيما بعد مثل العدل و الصدق....إلخ.
الثاني : وهو الصحابي في علم الفقه : ويطلق فقط على من لازم النبي فترة من الزمن ، فتعلم منه ووعى عنه وفهم مراداته وتعبيراته .. وذلك لأن علم الفقه يستنبط الأحكام من القرآن والسنة .. وقد يصعب ذلك على من قابل الرسول مرة أو مرتين ..
س : ومن هو التابعي ؟
ج : يطلق لفظ التابعي على من شاهد أحد الصحابة وأخذ منه علماً سواء كان هذا العلم أحاديث أو فقهاً ..
س : ومن بعد ذلك ؟!!
ج : يأتي بعد ذلك تابعي التابعين المشهود لهم بالصلاح .. وهكذا استمروا حتى عصور تدوين الأحاديث وتجميعها ..
س : لماذا نقول دوما بعد كل صحابي أو تابعي كلمة : " رضي الله عنه " ؟
ج : وذلك لأن الله تعالى قال عنهم في القرآن : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين تبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم " التوبة – 100 ..
س : إذا لماذا نقول دوماً في أثناء حديثنا كلمة : " العشرة المبشرون بالجنة " ؟ فهل هناك غيرهم بشرهم الله تعالى أو رسوله بالجنة ؟
ج : بالطبع هناك الكثير والكثير من الصحابة رجالاً ونساءً الذين بشرهم رسول الله بالجنة في حياتهم وقبل مماتهم .. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر :
بلال الذي رأى وسمع النبي منزلته في الجنة .. أيضاً هناك عكاشة الذي أخبره النبي من أنه من الذين سيدخلون الجنة بلا حساب .. وأيضاً الحديث الصحيح للنبي الذي قال فيه :
" إن الجنة لتشتاق لثلاثة : علي وعمار وسلمان " .. وغيرهم الكثير ..
أما أصل كلمة العشرة المبشرون بالجنة .. فهو الحديث الشريف الذي ذكر فيه النبي أسماء عشرة من أوائل الصحابة الذين دخلوا في الإسلام لبيان فضلهم فقال فيهم :
" أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، وسعيد بن زيد في الجنة ، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة " ..
واشتهر هذا الحديث جداً بين المسلمين أكثر من غيره من الأحاديث لاحتوائه على كبار الصحابة ، وخصوصاً ممن وقعت منهم الفتنة أيام علي ومعاوية.
س : وكيف تم تجميع الأحاديث النبوية الشريفة ؟
ج : بداية كان الصحابة حول رسول الله يسمعون كلماته أو يرون أفعاله فيحفظونها في قلوبهم كما كانوا يحفظون القرآن .. فقد حبا الله تعالى العرب في ذلك الوقت بحب الشعر والكلام وحفظه بما لا يوجد في أمم من الأمم كما يشهد على ذلك التاريخ..وكان قليل منهم فقط من يستطيع الكتابة .. ومن أشهر من نقل أحاديث النبي لنا حفظاً هو : أبو هريرة رضي الله عنه.. ومن أشهر من كتب أحاديث الرسول: عبد الله بن عمرو بن العاص.
س : هل كل الصحابة كان لديهم نفس العلم ؟
ج : لا بالطبع .. لم يكن كل صحابة النبي عندهم نفس العلم .. وذلك لأنهم لم يلازموا رسول الله في كل وقته .. فهناك من كان يسافر في التجارة .. أو مشغولاً بالزراعة .. أو أرسله النبي للجهاد في سبيل الله.. وهكذا ..
لذلك فقد كان بعضهم يخبر بعضاً بما لم يسمعوه عن رسول الله في غيابهم ..وذلك يفسر بعض التعارض الذي نشأ بين بعض الصحابة في بعض الأحيان ..
س: هل يمكن أن تذكر لي أمثلة على ما تقول ؟!!
ج : الأمثلة على ذلك كثيرة تمتلئ بها كتب السنة .. فخذ مثلاً هذا الحديث الصحيح المشهور في موطأ الإمام مالك وفي صحيح الإمام مسلم : ( وسوف أروي الحديث مختصراً ) وفيه أنه عندما توجه عمر بن الخطاب بالجند إلى الشام ، استقبله أمير أجناد أرض الشام أبو عبيدة بن الجراح ليخبره بنزول الوباء بأرض الشام ( أي الطاعون ) .. فاستشار عمر المهاجرين فاختلفوا الرأي .. فمنهم من أراد الرجوع حفاظاً على المسلمين من الهلاك .. ومنهم من أراد ألا يرجع عن نية الجهاد التي خرجوا لها .. فاستشار الأنصار .. فاختلفوا كذلك مثل المهاجرين .. فطلب عمر أخيراً شيوخ المهاجرين الأول والأكبر سناً في الإسلام .. فأشاروا عليه بالرجوع ..
وهنا أعلن عمر في الجنود أنه سيرجع بهم لحين انتهاء الوباء .. فقال له أبو عبيدة غاضباً : أتفر من قدر الله يا عمر ؟!!
فقال عمر له – ولم يكن يحب أن يخالفه أحد بعد المشورة – : لو غيرك قالها – أي لو غيرك قالها ما كنت سامحته - .. وهنا جاء عبد الرحمن بن عوف – وكان غائباً في حاجة له – فقال : إن لي علماً من رسول الله في هذا الذي تختلفون فيه .. لقد سمعت رسول الله يقول :
" إذا سمعتم به في أرض – أي وباء الطاعون – فلا تقدموا عليه .. وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه " وهنا حمد عمر الله تعالى ثم انصرف ..
ولعلنا نلحظ في هذا الحديث مدى حرص النبي على نفوس الناس من الضياع .. بأن يبتعد الناس عن مكان الوباء فلا يقربوه .. وألا يخرجوا من أرض الوباء إذا أصيبوا به لئلا يقوموا بنشره بين الناس !! وبالفعل كان الصحابة يمتثلون أوامره الشريفة ولا يحيدون عنها قيد أنملة .. حتى أن أبا عبيدة نفسه مات بالفعل في الطاعون الذي ضرب بلدة عمواس .. ورفض دعوة عمر نفسه له بالخروج والهرب منها .. وسبحان الله .. إذن فاختلاف الصحابة كان ينتهي بمجرد سماع حكم الله من القرآن أو حكم رسوله من الأحاديث التي رويت عنه .. فرضي الله عنهم جميعاً ..