وهي ماشطة ابنة فرعون...امرأة بسيطة آمنت بالله الواحد وصدقت النبي موسى عليه السلام...في زمن كان فرعون يقول :أنا ربكم الأعلى!والسيدة مضطرة أن تعمل لدى فرعون لكي تربي أربعة أولاد..تعمل ماشطة أي في زماننا"كوافيره" أو"مزينة"لابنة فرعون..وهي تكتم إيمانها ولا تجهر به..ولكن الإيمان الذي رسخ في القلب لابد أن يفيض أثره على الجوارح...
وفي يوم كانت تسرح شعر ابنة فرعون،فسقط منها المشط،فتناولته قائلة:( بسم الله)...
ولما قالت الماشطة ذلك،قالت البنت :أبي؟...فقالت الماشطة:بل ربي وربك ورب أبيك الله!فقالت البنت: لأخبرن أبي!قالت الماشطة بثبات عجيب: ربي وربك ورب أبيك الله!
ويؤتى بماشطة بنت فرعون,ويسألها فرعون: ألك رب سواي؟ فقالت: ربي وربك الله!.
ويبدأ فرعون في محاولة لترتدعن دينها..فيسأل: ألها أولاد؟ قالوا: نعم أربعة واحد منهم رضيع, فقال :ائتوني بأولادها...ويؤتى بأولادها الأربع..ويعاد عليها السؤال:ألك رب سواي؟ فتقول : ربي وربك الله!فقال فرعون:احضروا بقرة مجوفة من نحاس,وأضرموا بداخلها النار..ويؤخذ الابن الاول..ويرتفع صريخه ثم يتلاشى في النار!!ويعاد السؤال:ألك رب سواي؟ فقالت : ربي وربك الله!!فيلقى الابن الثاني ثم الثالث,والمرأة ثابتة على دينها..رغم أن فلذات كبدها تحرق في النار!
ويصل إلى الطفل الرابع..وهو رضيع فتشبثت به أن يأخذوا الرضيع فهذا فوق احتمالها خاصة أنها فقدت منذ لحظات أولادها الثلاثة..فتقول:لا.... الطفل لا..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم إن هذا الرضيع من الأطفال الذي تكلموا في المهد,مثل سيدنا عيسى عليه السلام.فقال لها الطفل: يا أماه اثبتي فانك على حق!ويؤخذ الرضيع ويرمى به في النار...ثم يقال لها:ألك رب سواي؟"ربي وربك الله".... فترمى مع أولادها في النار....ولكن القصة لم تنته,يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: بينما أنا في رحلة المعراج إلى السماء ومعي جبريل,فقلت:يا جبريل ما هذه الرائحة العطرة التي تملأ السماء؟ فقال جبريل عليه السلام: أولا تعرفها؟ فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا. فقال جبريل:إنها رائحة ماشطة ابنة فرعون وأبنائها. القصة واردة عند ابن ماجه4030