عشرون عامًا قضيتها، وأنا زوجة سعيدة، وقد أتيحت لي في خلال هذه العشرين عامًا تجارب عدة أريد أن أروي خلاصتها لبنات جنسي؛ لأنني طوال هذه السنوات أسمع عن بيوت سعيدة تشقى، وبيوت تنشأ على الشقاء، وتموت على الشقاء!!
لقد نشأ بيتي سعيدًا، صنعتُه وأحطتُه من قلبي بالرعاية، فازداد على مرِّ الأيام هناءً، وأدعو الله دائمًا أن يحفظ لي زوجي، وأن يحفظ أطفالي؛ لأنهم أزهار الفردوس الذي أعيش فيه.
ولا أزال أذكُر منذ تسعةَ عشرَ عامًا أُمسيةً قضيتُها في صحبة فتاة، في مثل سنِّي كانت تسكن إلى جواري، زارتني وعلى وجهها مسحة من الحزن والاضطراب، فقالت لي: إني أكاد أُجَنُّ، قلت: لماذا يا عزيزتي؟ قالت: زوجي لا يمكث في البيت دقيقةً واحدةً، عدا الوقت الذي يتناول فيه طعامه، ويرتدي ملابسه!! قلت: هل أنت متزوجة منذ مدة طويلة؟ قالت: منذ عشرة شهور فقط.. قلت: هذا عجيب..!! ولكن ألم تفكري في مفاتحته في هذا الموضوع؟!
قالت: كثيرًا ما فاتحته، لكني فشلت.
قلت: يا صديقتي: اضغطي على عواطفك قليلاً، وفي الوقت نفسه تزيَّني واعتني بمظهرك، وتعطري.. وصففي شعرك.. واختاري من فساتينك ما هو مُبهِجٌ جميلٌ، حتى إذا عاد رآك كالزهرة، ولكن لا تلوميه على تأخيره.. وبعد أيام عدة جاءتني جارتي، وهي تفيض رقةً ونعومةً، وتشكرني شكرًا حارًّا، ثم قالت: لقد عاد زوجي كما كان، وأفضل مما كان، لقد عرفت داءَه ودواءَه!!
وهكذا فإن الزوجة الصادقة في حبَّها تستطيع أن تحتفظ بزوجها دومًا، على أن تغفر له كل إساءة أو خطأ، وأن لا تحاسبَه على كل صغيرة وكبيرة، وإلا فلن يبقَى بيتٌ، ولن يهنأَ طفل في أحضان أبويه.. إنما التسامح هو الذي يحيط البيوت بالهناء والسعادة.
ولتتذكر الزوجة أنها هي المُطالَبة بالتسامح؛ لأن الزوج يعتبر زوجته مصدرَ الحنان والسَكَن الذي ينسى فيه عذابه، وأنها ملاذه من مشقة الحياة.. وتلك آية الله تعالى في خلقه.
منقوووووووووووووووووووووووووووووول