رند رتبة الاشراف
الاوسمه : عدد المشاركات : 4066 رقم العضويه : 35 نشاط العضوه : دعاء : الشكر : 7 نقاط : 1780
| موضوع: طفلك منالثانية حتى العاشرة2 الأربعاء ديسمبر 12 2007, 09:18 | |
| طفلك في الثانية والنصف ننتقل من الحديث عن عمر السنتين إلى الحديث عن عمر السنتين ونصف، عمر السنتين ونصف هو عمر السيد (لا) في عمر السنتين ونصف تبدأ مرحلة جديدة بالكامل نتوقع فيها تغيراً هائلاً في سلوكه ويحتاج منا إلى تفهم وصبر.في هذا السن يكون الطفل غير مرن ما يستطيع يكيف نفسه أو يتخلى عن الشيء الذي يريده أو ينتظر حتى، يريد دائماً كل شيء حسب إرادته وفي الوقت الذي يريده، طفل السنتين ونصف يميل للاستقلالية إذا أراد أن ينفذ أمراً بنفسه ما يسمح لأحد يساعده حتى ولو كان محتاجاً لهذه المساعدة، لذلك ممكن يتعبكم في الأكل إذا عزم أنه يأكل بدون مساعدتكم، عمر السنتين ونصف عمر الانفعالات التي تفقد الطفل توازن نفسيته وتوازن تصرفاته، كيف يبحث عن توازنه؟ يبحث عن توازنه من خلال تثبيت عاداته، لو قصيتي عليه قصتين قبل النوم على سبيل المثال أختي الفاضلة تجدين أنه يريد تثبيت هذه العادة غداً، يريد منك قصتين منك قبل النوم، ويمكن نفس القصتين، يريد أن يثبت على ملابس معينة أو أطعمة معينة ما يتقبل الجديد، أو يتقبل بصعوبة مع تمسكه بالشيء القديم، وتخيلي الصراعات والمتاعب التي تمر بها بعض الأمهات عندما يحاولن يلبسن أطفالهن أو يؤكلنهم شيئاً جديداً، الحقيقة مرحلة صعبة ونشيطة وعنيدة جداً، هذه مرحلة السيد (لا)، يكتشف من رد فعلكم قوة وتأثير هذه الكلمة كلمة (لا)، يسد نفسك، كلمة قلتي له قال (لا.. لا.. لا) ويتمسك بهذه الكلمة بشكل مزعج، أختى الفاضلة أمورك ما راح تمشي معه إلا إذا تحايتلي على هذه الكلمة، كيف تتحايلين عليها؟ أقول لك ماذا تفعلين مع كلمة (لا).أولاً: لا تسأليه أسئلة تحتمل الإجابة بنعم أو لا، يعني إذا أردتي أن يشرب عصيراً فلا تقولي له تريد عصيراً أم لا لأنه ماذا يقول؟ يقول: لا، قولي له: تريد العصير قليل أو كثير؟ لاحظتِ الفرق، الجواب ما فيه نعم أو لا، لا تقولي مثلاً ما جاءك النوم؛ لأنه ماذا يقول؟ يقول: لا، قولي تريد تنام الآن أم بعد قليل، وهكذا.ثانياً: استخدمي الأوامر العملية، يعني أنتم على البحر لا تقولي له: هيا يا أحمد اذهب للسيارة ودعنا حتى نلم الأغراض وننظف المكان، ماذا يقول؟ سيقول: لا، وإذا ما قالها بالكلام قالها بالفعل وراح يلعب، طيب ماذا تفعلين، تلمين الأغراض وتخلصين كل شيء ثم تقولي: هيا يا أحمد نذهب للسيارة وتأخذينه بيده وتذهبين معه للسيارة مباشرة، هذه الأوامر العملية ما فيها فرصة لكلمة (لا).ثالثاً: خففوا من استخدام كلمة (لا) على مسامعه في كلامكم في البيت، مثلاً شفت ولدك يا أخي يعمل شيئاً خطأ لا تصرخ تقول: لا، أبدلها بكلمة (وقف) أو تناديه باسمه تعال يا فلان، أو تصرفه عن الشيء الذي يفعله.هذه العناصر الثلاثة تقلل _بإذن الله_ من ترديد ابنك الدائم لكلمة (لا)، نعيدها باختصار.نستخدم معه الاختيارات.الأوامر العملية.تقليل كلمة لا.هناك تحدٍّ كبير ينتظر الآباء والأمهات وهو تدريب الطفل على القيصرية أو النونية أو مرحاض الأطفال _أكرمكم الله_ ، مرحلة مهمة وصعبة، خصوصاً أن معظم الأطفال يبدؤون التدرب في هذا العمر الصعب عمر السنتين ونصف، وإن كان بعضهم يبدأ التدرب في عمر السنتين، يتفاوت الأطفال في مدة التدريب من أسابيع إلى شهور، نجاحكم في هذا الموضوع يرتبط إلى حد كبير باختيار التوقيت الصحيح، ولهذا التوقيت علامات منها أن يكون قادراً على البقاء جافاً لعدة ساعات ويستيقظ جافاً في الصباح وبعد القيلولة، وكذلك يكون قادراً على توقع وقت حاجته ويطلب تغيير (الحفاظة) أو حينما يطلب هو استخدام القيصرية، تحتاجون الصبر وعدم الضغط والإلحاح عليه، بالإضافة إلى بعض الأفكار الصغيرة، منها الحفاظ على نظام يومي ثابت لجلوسه على القيصرية عندما يستيقظ مثلاً وبعد الوجبات الرئيسة والخفيفة، اجعليه في البداية يجلس حتى بدون خلع ملابس، بشكل عام انجحي نجاحات الصغيرة والبطيئة في هذا الموضوع، ويمكن وضع الملصقات التي يحبها على القيصرية بعد كل مرة يستخدمها بشكل سليم.كما يمكن تقليل حركته وعناده بقراءة القصص المصورة معه ومشاركته الترنم بأناشيد جميلة، ووضع ألعاب جذابة له أو دمى يعني تقوم البنت الصغيرة بتعليم هذه الدمى استخدام القيصرية خطوة خطوة، وسيسهل الأمر كثيراً لو وضعتي القيصرية بجانب سرير الطفل وجعلتيه في البداية ينام بملابس فضفاضة بدون ملابس داخلية حتى يسهل عليه الموضوع، وبعد ما يعتادها يسهل نقلها إلى الحمام _إن شاء الله_.ستة شهور تقريباً وتنتهي هذه المرحلة الصعبة بمتاعبها.
طفلك في الثالثة في سن الثلاث سنوات يعود الطفل إلى توازنه ويسهل التعامل معه، أبرز سمة في هذا السن النمو اللغوي المميز، في سن الثلاث سنوات يكون الطفل أكثر استقراراً وثباتاً وشعوراً بالأمان؛ لذلك ما يحتاج يكرر نفس الأشياء وبنفس الطريقة هذه العادة التي توفر لنا شيئاً من الأمان في السابق، يعود في هذا السن إلى طاعة والديه بدل عناده وصعوبة التعامل معه قبل عدة أشهر فيقل عنده استخدام كلمة (لا) وتحل محلها كلمة (نعم) فيصبح أكثر طاعة وأكثر استجابة، علاقاته مع الآخرين تتحسن، فتقل مثلاً مشاجراته مع إخوته ويزداد حبه للعب مع أولاد آخرين، بسهولة يعقد صداقات وبسهولة يفسدها لقلة خبرته الاجتماعية، يستفيد من أحاديثكم له عن الآخرين وكيف أنهم يحبونه ومهتمين به، بل يحتاج أن تتحدثوا معه عن المشاعر والعواطف عموماً لينمي المقدرة التي بدأت تظهر في هذا العمر وهي التعبير عن بعض العواطف كالحب والفخر والذنب كما أن هذا النوع من الأحاديث يزيد فهمه لعواطف الآخرين وتجاوبه مع حزن الذين يحبهم.في هذا السن ربما يسمح لأول مرة بإعطاء إحدى ألعابه لشخص آخر رغم ميله للاستئثار بأشيائه، بل بعض الأطفال يصف نفسه من خلال ما يملكه (أنا دانه وأبوي جاب لي عروسة حلوة، وعندي كذا وكذا) لذلك جيد أن يساعد الوالدان الطفل على إدراك ذاته بالإشارة دوماً إليه من خلال اسمه وجنسه ودينه وقدراته التي أصبح يمتلكها محمد الولد المسلم، الذي يعرف يرتب ألعابه ويلبس ثيابه بنفسه ويذهب للحمام لوحده.بالمناسبة معظم الأطفال في عمر الثلاث سنوات عادة تخلّوا عن الحفاضات لمزيد من تنمية هذا الجانب جانب الاستقلالية والاعتماد على الذات امدحوا طفلكم واحضنوه إذا تحمل بعض المسؤولية وتجاهلوا أخطاءه إن كان بذل جهداً أحياناً يصيبه الإحباط إذا أخفق في المحاولات، تقبلي منه هذا الشعور وأظهري له بصورة عملية مستمرة كيف تعبرين أنت عن الإحباط بهدوء وأمل، وبدون فقدان سيطرتك على نفسك، وحاولي اكتساب هذه الصفة إن لم تكن لديك من أجلك أولاً ثم من أجل طفلك، سيستمتع ابن الثالثة أكثر بالأعمال المختلفة إذا تم تحويلها إلى ألعاب، أبرز سمات سن الثالثة النمو اللغوي المميز يلتقط الألفاظ يتعلمها بسرعة يثبتها في ذاكرته ويستمتع بها ويمتعكم وستلحظون التأتأة، يقول كتاب (خطوات تطور الطفل): "يبدأ الأطفال في سن الثلاث سنوات بالتأتأة؛ نظراً لأن التزايد السريع في مفرداتهم لا يترك لهم وقتاً طويلاً للتفكير واختيار أنسب الألفاظ، وهي مرحلة مؤقتة يجب فيها توفير الهدوء والأمان له، بحيث يستطيع أن يفكر فيما يريد قوله قبل أن يتكلم مع التغافل عن تأتأته". انتهى كلام المؤلف.إذن هذا النمو اللغوي السريع يعني أن بيئة الطفل تحتاج إلى عنصرين:أولاً: الاطمئنان النفسي والسكينة، وعدم الاستعجال في طلب إجاباته أو ملاحظة أخطائه اللفظية.ثانياً: أن نحافظ على نظافة مسامعه في كل سن، وبالذات في هذا السن حتى نحمي لغته ونحفظ لسانه.هذا السن فرصة لنجعل قاموسه اللغوي يستمد مفرداته من القرآن الكريم، من خلال كثرة قراءة القرآن في البيت على مسامعه من أفراد أسرته ومن خلال فكرة في غاية الأهمية، وهي أن يسجل الأب والأم أو من يحسن التلاوة منهما نسبياً وأخطاؤه قليلة أن يسجلوا بأصواتهم قصار السور على شريط ويشغل في البيت باستمرار من خلال مسجل فيه خاصية تبديل وجه الشريط تلقائياً أو غيرها من وسائل التقنية الحالية نحقق بذلك خمس فوائد هامة:1 – السكينة.2 – طرد الشياطين.3 – تقليل الشجارات.4 – تحسين لغة الطفل.5 – تسهيل الحفظ.تلاوة الآيات بصوت الوالدين تضاعف ربط الطفل بالقرآن الكريم وتضاعف استفادته من الميزات السابقة، والمسألة كلها مسجل فقط، ويمكن لمن يرغب في زيادة الفائدة والأثر وبتكلفة إضافية مناسبة أن يصل المسجل بعدة سماعات موزعة في أنحاء المنزل ومرتبطة بجهاز مركزي للتحكم في توزيع الصوت، الجهاز والسماعات متوافرة بأنواع مختلفة في المحلات المتخصصة بالصوتيات، وسيخدم الجهاز _بإذن الله_ على مدى سنوات طويلة في تشغيل مواد أخرى كالمحاضرات والدروس تسمعها الأم أثناء عنايتها بمنزلها أو تشغيل الأناشيد أثناء قيام الأولاد والبنات بالتزاماتهم ومهامهم في خدمة البيت فتسليهم وتحببهم في العمل وينشؤون على معانيها وهذا كله غير الفائدة الكبرى بتحفيظهم كتاب الله مع الالتزام ببرنامج تحفيظ يومي يبدأ بنصف السطر يومياً.الدكتور عمر المفدى في كتابه (علم نفس المراحل العمرية) يؤكد على حاجة الطفل المضاعفة لمراجعة ما حفظه، كما يشير إلى أن عدم الطفل للآيات لا يؤثر على حفظها.إذن نتوقع من طفلنا أن يمر في الثانية بمرحلة توازن نسبي، ثم عدم توازن في الثانية والنصف يم يعود التوازن في الثالثة، ثم عدم توازن مرة أخرى في الثالثة والنصف، وقبل الحديث عن ابن الثالثة والنصف أحب أن ألفت نظركم أن كل طفل هو حالة خاصة بحد ذاتها، ولا يتطابق نموه مع أي طفل آخر، ولذلك لا غرابة إذا لم يتطابق وصف العمر المذكور في هذا اللقاء مع وصف طفلكم، فالمراهقون يتفاوتون في حدة تغيراتهم وتوقيتها من شاب لآخر، ومع هذا فكلهم يمر بها كذلك الصغار يتفاوتون في حدة تغيراتهم وتوقيتها من طفل لآخر، ومع هذا فكلهم يمر بها ويحتاج إليها في بنائه النفسي.
| |
|