السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته
**************************************************************
عن ثُمامة بن عبد الله قال : كان أنس بن مالك رضي الله عنه يتنفَّس في الإناء مرتين أو ثلاثة،
و زعم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يتنفَّس ثلاثاً . صحيح البخاري في الأشربة 5631
وأخرج مسلم و أصحاب السنن من طريق أبي عاصم عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم ..
كان يتنفَّس في الإناء ثلاثاً و يقول : " هو أروَى و أمرَأ و أبرأ " .
أي أكثر رياً ، و أكثر إبراء من الأذى و العطش ، و المراد أنه يصير هنيئاً مريئاً سالماً من مرض أو عطش أو أذى .
قال بعض العلماء : النهي عن التنفس في الشراب كالنهي عن النفخ في الطعام و الشراب ،
من أجل أنه قد يقع فيه شيء من الريق فيعافه الشارب و يتقذره ،
و محل هذا إذا أكل و شرب مع غيره من الناس
قلت : و الأولى تعميم المنع لأنه لا يؤمَن مع ذلك أن تفضل فضلة أو يحصل التقذَّر من الإناء او نحو ذلك ...
و قال القرطبي : معنى النهي عن التنفس في الإناء لئلا يتقذر به من بزاق أو رائحة كريهة تتعلق بالماء [ فتح الباري : 10 / 94 ] .
هكذا فهم المتقدِّمون من العلماء الحديث الشريف و زاد فيه المعاصرون معنى آخر ؛
قال أحدهم : وهذا هدي آخر يُشَرِّفنا به سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ليتمم مكارم الأخلاق ،
و النفخ في الطعام و الشراب خروج عن الآداب العامة و مجلبة للاحتقار و الازدراء ،
و النبي صلى الله عليه و سلم سيد المؤدِّبين و إمام المربِّين .
التنفس شهيق و زفير ،
الشهيق يدخل الهواء الصافي المفعم بالأكسجين على الرئتين ليمد الجسم بما يحتاجه من الطاقة ،
و الزفير يُخرج من الرئتين الهواء المفعم بغاز الفحم مع قليل من الأكسجين
وبعض فضلات الجسم الطيَّارة التي تخرج عن طريق الرئتين بشكل غازي ،
هذه الغازات تكثر نسبتها في هواء الزفير في بعض الأمراض كما في التسمُّم البَولي ...
فهواء الزفير هو حامل لفضلات الجسم الغازية مع قليل من الأكسجين ،
لذلك نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن النفخ في الطعام و الشراب .
وأرشد صلى الله عليه و سلم أيضاً إلى مبدأ هام في أمره بالتنفس عند الشرب ،
فمن المعلوم أن شارب الماء دفعة واحدة يضطر إلى كتم نفسه حتى ينتهي من شرابه ،
و ذلك لأن طريق الماء و الطعام و طريق الهواء يتقاطعان عند البلعوم فلا يستطيعان أن يمرا معاً ،
و لابد من وقوف أحدهما حتى يمر الآخر .
و عندما يكتم المرء نَفَسه مدة طويلة ينحبس الهواء في الرئتين ..
فيأخذ بالضغط على جدران الأسناخ الرئوية فتتوسع و تفقد مرونتها بالتدريج ،
و لا يظهر ضرر ذلك في مدة قصيرة ، ولكن إذا اتخذ المرء ذلك عادة له ،
و صار يعب الماء عباً كالبعير تظهر عليه أعراض انتفاخ الرئة ...
فيضيق نَفَسُه عند أقل جهد ، و تزرقُّ شفتاه و أظافره ، ثم تضغط الرئتان على القلب فيصاب بالقصور ،
و ينعكس ذلك على الكبد فيتضخم ، ثم يحدث الاستسقاء و الوذمات في جميع أنحاء الجسم ،
و هكذا فإن انتفاخ الرئتين مرض خطير حتى أن الأطباء يعدونه أخطر من سرطان الرئة ،
و النبي صلى الله عليه و سلم لا يريد لأفراد أمته كل هذا العناء و العذاب ،
لذلك نصحهم أن يَمَصَُوا الماء مصاً ( أى الشرب على مرات ثلاث ) وممكن الذيادة طبعاً للعطشان
فسبحان الخالق القدير ذى الحكمه فى خلقه
وصدق الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام