يالروعة الثقة بالله تعالى، ويالجمال الثقة بنفسك..
أختي الحبيبة..
قال تعالى: ومن يتوكل على الله فهو حسبه.(الطلاق:3)،هذه الثقة التي تكلأ جوارحك و أركانك،لهي خير نعمة تنعمي بها..!
فإذا كان جسدكِ مصاباً فإن قلبكِ حيّ و إن كانت حركاتك قد قيدت، فعقلكِ حرٌ طليق..
وإن كانت أعضاؤك معطلة، فروحكِ قرية مضيئة.
كوني مبادرة..و لاتكوني تحت رحمة الظروف التي حولك.!!
ثقي بنفسك، أنكِ تملكِ القدرات في إثبات ذاتك،و الخوض في الحياة الإيجابية.!!
فما أجملها من لحظات حين نستشعر نِعمْ الباري علينا، فنبادرها بالشكر و الثناء، و نستخدمها في مرضاته..
كم من مقعدٍ لم يعجزه كرسيه أن يخوض في خضم الحياة؟
وكم من منطرحٍ على سريره لم يعجزه لسانه وقلبه عن ذكر الله؟
وكم..وكم..؟
ولكن أين أصحاب الهمم .؟!
أختي..
إن قيمتكِ الذاتية هي أن تكوني فاعلة لا أن تكوني عرضة لأفعال الآخرين.!
لتتفاءلي بمكنوناتكِ و قدراتكِ و لتخلعي عن عينيك تلك الغشاوة والعتمة.!
تقّبلي وضعكِ الذي أنتِ فيه..وفكري كيف تطلقي الطاقة التي فيك..
خاطبي نفسكِ بأنكِ قادرة على العمل قادر على الإبداع،قادرة على تحقيق أهدافك، وما عليك إلا بالإيمان بأن معكِ رباً لن يخذلكِ أبدا، وأنكِ تملكين قدراتك لا تساوي مقدار تلك التجاهلات أو الاستخفاف..
أعطي نفسكِ حقها.!
إياكِ و أن تكوني فقط عضو مستهلك غير فاعل و نافع لذاته و لا لمن حوله.!
لا تقولي : لا أستطيع.!
بل قولي و بإيجابية: هذا الشيء من الممكن فهو بين يدي.وليس من المستحيل البعيد المدى.
رددي أنا أستطيع..أقدر..يمكنني..هذا الأمر من السهل القيام به..
خاطبي نفسكِ بنعوت الثقة مهما أدلهمت بكِ الظروف، و صعبت عليك الأمور.
وكوني واثقة بأنكِ ناجحة..مبدعة..مفكرة..منتجة..صاحبة إدارة و تصميم..مثابرة..صاحبة عقلٍ وقّاد ونفس أبيه..
أخرجي مكامن القوة في شخصيتك، وتنبهي بأن قيمة المرء بقدر طموحه.وقيمة حياته بعمله لا بسنينه أو عمره.!
فقط تحتاجين إلى الخطوة الأولى التي ربما تكون هي الفكرة اللامعة في ذهنك،فأوقديها بسراج التخطيط، ووضوح الأهداف،و اتخاذ قرارات في حياتك لتغير من مجراها..
إنكِ إن فعلتها حقاً تجاوزتِ عنق الزجاجة.!
لا تدعي وساوس الشيطان تقف في طريقك، وتجاوز كل عائق، و أبعدي عنكِ كل مثبط ينظر إليك بشفقة أو عجز، عندها فقط أقول لكِ:
توكلي على الحي الذي لا يموت..الذي بيده ملكوت كل شيء..وأحسني الظن به..وألهجي بصوتٍ شجي: ( اللهم لا تكلني لنفسي فأعجز ولا إلى الناس فأضيع).
- سجن الإمام أحمد بن حنبل و جُلد فصا إمام السنة، وحُبس ابن تيمية فأخرج من حبسه عشرين مجلداً في الفقه كتبها بالفحم، وأقعد ابن الأثير فصنّف جامع الأصول والنهاية وهي من أنفع كتب الحديث، ونُفي ابن الجوزي من بغداد فجّود القراءات السبع..
أختي..
كوني واثقةً بأن الأبواب ستفتح لك وستمتلك مفاتيح لم تكن قد خطرت ببالك يوماً، وستسري في جسدك روحاً جديدة، و نبضاً جديداً و شحنات إيجابية عالية، وكلك حماس في أن تثبت ذاتك و تحقق أهدافك، وستقولين لأيام الكآبة و الحزن و العجز وداعاً، وأهلاً بأيام العمل و الهمة و النجاح و السعادة، تلك السعادة التي أدواتها بيدك و ليست بيد غيرك..
وأهمس في أذنيك كلمة أخيرة..
أحسني الظن بالله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله جل وعلا يقول أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن بي خيراً فله ، و إن ظن بي شراً فله). رواه مسلم/2675،وابن حبان في صحيحه/633