من الظواهر الاجتماعية الحديثة المنتشرة بين أبنائنا في هذا العصر هي ظاهرة السلوك العدواني ، حيث نلاحظ الأبناء - بدون شعور - يعملون على التخريب والتدمير لبعض ممتلكاتهم من لعب وقصص وغيره، وأيضا من الاعتداء على بعضهم البعض مثل الضرب والعض والشتم وتعبيرات الوجه غير الحسنة، ومن اعتداءات غير مباشرة على الآباء متمثلة في عدم الإنصات لما يقولونه وعدم سماع الكلام وعدم التحدث مع الآباء، وهذه كلها من مظاهر السلوك العدواني الحديثة المنتشرة في مجتمعاتنا العربية
وحينما نبحث عن أسباب هذه العدوانية من خلال مراقبتنا لتصرفات الآباء مع الأبناء نجد أننا نحن الآباء السبب الرئيسي لهذا السلوك غير القويم. و من أمثلة ذلك:
1.أننا نحن الآباء ليس لدينا المتسع من الوقت للجلوس مع أبنائنا كأسرة واحدة نتبادل الحوارات وأطراف الحديث ولو لنصف ساعة يومياً.
2. بعدنا عن تعاليم الدين الإسلامي والاقتداء برسولنا الكريم في تربية النشء الصاعد ، وذلك بسبب السعي الدائم وراء المادة مدعين ضيق الوقت لمثل هذه الأشياء.
3.عدم وجود قدوة حقيقية مجسدة للأبناء ليقتدوا بها بسبب انشغالنا عنهم طوال الوقت.
4. والجانب الآخر الأكثر خطورة هو المشاهدة المستمرة طوال اليوم للتلفاز بالنسبة للأطفال وعدم مشاهدة برامجهم معهم للوقوف على مصادر الخطر الموجودة في مثل هذه البرامج مصححين لهم ما يوجد بهذه البرامج من أخطاء.
4. المشاهدة المستمرة للعنف في أفلام الكرتون التي يرونها منذ الصغر، حتى تتطبع بداخلهم هذه المشاهدات ولا تُمحى من الذاكرة فمن شب على شيء شاب عليه .
5.أثبتت الأبحاث والدراسات الحديثة أن الأبناء الذين لا يتلقون الحب والحنان في الأعمار الصغيرة أي مابين الولادة حتى الخمس سنوات يكون لديهم ميل أكبر للسلوك العدواني أكثر من الأبناء الذين تلقوا الحنان في هذه الفترة من العمر .
دور الآباء :
1.مراعاة الأبناء في الأعمار الصغيرة ،وتقضية وقت أطول معهم.
2. إلحاق الأبناء في مرحلة التسع سنوات إلي الخمسة عشرةً عاماً، في نشاط رياضي يبذلون فيه طاقاتهم بدلاً من الاعتداءات الجسدية على رفقائهم في المدارس أو الأخوة في المنزل .
3. الأبناء هم أفضل استثمار اجتماعي واقتصادي يجب أن نبذل له كل الجهد والعطاء فهم حماة المستقبل لبلادهم .
4. ألا نغفل دورنا نحن الآباء أمام الله لأننا سنحاسب عليهم آجلاً وعاجلاً.
5. أخذ رسولنا الكريم قدوة لنا في جميع تصرفاتنا معهم حتى نكون مثال متجسد لهم ليقتدوا بنا.
6.أن نعلم أن الرزق مكتوب وأن مهما سعينا له لن يتغير، لذلك وجب علينا أن نوجه الاهتمام الأكبر لأبنائنا حتى لا يتوهوا في زحام الحياة الحديثة.